يا صبيُّ.. شعر: د. يسرا بيطار

الشاعرة يسرا بيطار

يا صَبـيُّ..

شعر د. يسرا بيطار

خَـدٌّ كخَـدِّ النّـاسِ،

ليسَ حديقةً للوردِ،

ليسَ العطرُ فَـوّاحًا مدى أرجائِهِ..

قُـلْ كيفَ يَخدعُني الرَّحيقُ؟؟

وبأيِّ جَذْبٍ..

كي تغادرَني شِفاهي كالفَـراشِ إلى هنالكَ..

يا نَـدِيُّ…

عَينانِ.. كلُّ النّاسِ يمتَلِكونَ مثلَهما..

فلا لونُ السّماءِ هناكَ،

لا سَيفُ الرّموشِ مُقاتِلٌ،

لا الأبيضُ القُـدْسِـيُّ كالرّوحِ النّقيّةِ،

لا سَوادُ اللّيلِ

حينَ يساهِرُ العشّاقَ في تـرَفٍ على الشّرُفاتِ..

قلْ أيَّ سحرٍ مارسَتْ نظَراتُكَ الهَيْمى

على قلبي، لتأسرَهُ هنالكَ..

يا شَقِيُّ…

شَفةٌ من الأعلى،

تبلِّـلُ مهجتي مطرًا،

وليسَتْ غيمةً..

هيَ مِن شِفاهٍ،

مثل كلِّ النّاسِ..

كيفَ تُصابُ عَيْنِـي بالجنونِ

لكي تَرى غَيْمًـا على الشّفَـةِ الرَّطيبةِ..

يا بَهِيُّ…

وهناكَ،

عند السَّفحِ مِن ثَغـرٍ،

على شَفَـةٍ تدَلَّت..

ليسَ تفّاحٌ يُحاكي الضَّوءَ،

لا عنبٌ يغامِرُ في الكرومِ الشُّقرِ،

لا قصَبٌ مِنَ السُّكَّرْ..

فما سِرُّ اندِفاقِ الخمرِ مثلَ الفجرِ كي أَسكَرْ..

وَما سِرُّ اندِفاقِ القَطْرِ،

يا حُلْـوَ المَذاقةِ،

يا رَضِيُّ…

ومَنِ الذي أخَذَ الفؤادَ إلى مَعابدِ ثغرِكَ البَسّامِ

كي تتلو صلاةَ الشّكرِ،

يا عَذْبَ الهَناءةِ..

يا نَقِيُّ…

وَجَبينُكَ المكسورُ.. ما بالُ الشُّموخِ بهِ؟؟

أنا للكبرياءِ مَحَجّةٌ،

وشُموخِيَ المعهودُ يَرفعُني..

ولكنِّي أمامَكَ زهرةٌ..

عطرٌ من اللّيمونِ

مُنسَكِبٌ أمامَ الرّيحِ إنْ عَصَفَ الهَوى..

وأمامَ عَرشِـكَ.. لا تكونُ أنوثتي..

ما لم أُصَـلِّ العِشْـقَ خاضعَـةً لشَرعِـكَ..

يا نبيُّ…

والمِعطَفُ الفَتّـانُ.. ما لِـجَمالِـهِ؟؟

والبَرْدُ عِندي قارسٌ،

والثلجُ خَبَّـأَ أضلُعي..

فافتَحْ ذراعَـكَ كي أجيءَ إلى هنا..

وكأنّني في مَطلعِ العمرِ البريءِ،

وَما رأيْتُ مَعاطِـفًا..

فاقرَأْ لِيَ القصَصَ الجميلةَ..

يا صَبِـيُّ…

 

اترك تعليقاً