من كتاب الوقت
شعر: محمود مغربى
(1)
*الوقت بلا ضابط
آه
من منكم يملك تهذيبه ؟!
(2)
*كل هذا الوقت
تمكث وحدك
اخلع نعليك
تناثر
فى الأشياء حواليك !
(3)
*للوقت سيف
اركض.. اركض
حتى لا يدهسك خريف !
(5)
*الوقت شتاء
والناس معطلة
فاصعد سلم روحك يا هذا
حلق فى ملكوت الرب
تزين بالكلمات
حتى لا يدهمك الموت
(6)
*للوقت بناء شامخْ
جرب أن تصعد سلمه
درجة …درجة
على صدرك
دون كل وصاياكَ
فالرب حواليكَ
قريبٌ .. ومجيب !
(7)
*للوقت
هيأت امرأة سطوتها 
تناثر جُلّ الوقتِ
وما زالت تصدح
فى الأركان أنوثتها !
(8)
*للوقت شهوة
من منكم يدنو من سُرتها
ويعود سليماً .. ومعافى !؟
(9)
*للوقت ندهة…
من يُعرِضُ عَنها
يقفز من سور حديقتها ..
حتماً خَاسرْ !
(10)
*للوقت بحرٌ …
وللبحر عروسٌ
من يدخل حضرتها
لا يدهسهُ غياب !
(11)
*للوقت
متسع للحضور …
عُدْ يا فتى !!
كن غيوراً
كى تقبض بيدكَ
على خيط النور !
(15)
*للوقت عقارب
إن أدركتكْ
على الفور
مُتّ !
(16)
*للوقت نافذة …
من قفزَ إليّها
وتشبّثْصارَ عَليماً !
(17)
*للوقت جمرةْ
إن تتقدمْ تقبضْ ..
أن تقبضْ صِرتَ الفْاَئِزَ !
أن تَجبُنْ
تتلاشى !
ت
ت
لا
ش
ى
(18)
*للوقت غموضٌ ..
فَتّش فى ذاتِكَ
يُغْمرُكَ النور ؟!
(19)
*للوقت خمارة
احذرْ
احذر أن تترك قَلْبَكَ للجارة .
(20)
*للوقت قمصان
اخترْ
ما يوقظُ جلِدكْ ؟
(22)
*للوقت وترٌ
شُدّ على ساعدهِ
تقفز
موسيقاك العذبة !
(23)
*للوقت درويش
أن قابلك ..
صافحك ..
وأن صافحك ..
ربت عليك ..
وأن ربت عليك …
مجذوباً صرت !
(25)
*للوقت عشاق
إن شارفت منازلهم
فتمهل …
علك تدرك بعضاً من خمرتهم !
(26)
*للوقت مسالك …
من يهجرها
هالك !
(27)
للوقت عفريت …
تطهر ..
ثم تعوذ …
ادخل ملكوت الكلمات !
(28)
*للوقت مرآة
انظر ..
وتأمل ذاتك
انظر ما كان ..
ما هو كائن
ما سوف يكون
تدرك …
حتماً
تدرك جرم السنوات !
(29)
*للوقت نخيل
إن تصعد
أدهشك الرطب ؟!
أن تجبن …
داهمك الحجر ॥
(30)
*الوقت جلال
أدركه سريعاً
واصعد إحدى جياده
(31)
*للوقت نياشين
ماذا قدمت
لتحمل بعضاً منها ؟!
(32)
*للوقت أجراس ..
إلق حماقاتك
أصغ ..
قبل مجئ الطوفان
****
من مجموعة ( العتمة تنسحب رويدا( الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب بالقاهرة 2006
هذه القصيددة إحدى روائع الحاضر المقيم الشاعر الجنوبي محمود المغربي … وهي من القصائد التي شغلتني نقديا ؛ ومن ثمَّ أعكف على تحليلها بإنه تعالى محاولة لأقارب دلالاتها المراوغة العميقة … عميقة عمق المغربي …معطاءةٌ مثله … رحمه الله
تحياتي دكتورة كاميليا، أشكر لك زيارتك لموقعي المتواضع، متمنيا لك التوفيق في تناول قصيدة الصديق العزيز الشاعر محمود المغربي. لقد رجل فجأة وسريعا، وفجعنا وما زلنا بفقدانه.. يرحمه الله
أنور الخطيب