جهود فردية لحماية آثار غزة والحفاظ عليها
يوجد في قطاع غزة عشرات المواقع الأثرية التي تنتمي لمختلف الحضارات ومواقع تسببت أوضاع القطاع بمشكلات كبيرة فيما يتعلق بحمايتها.
وتقع الآثار الفلسطينية تحت مطرقة الإهمال الرسمي والاستهداف الإسرائيلي، ويأتي إنقاذ هذه الآثار دائما من محاولات فردية لمواطنين أخذوا على عاتقهم مهمة الحفاظ عليها.
كما عملت بعثة فرنسية على ترميم الآثار الفلسطينية في غزة قبل أن يتم وضع عبوة ناسفة أمام المركز الثقافي الفرنسي ليغادروا على عجل. وكان فضل العطل يعمل مع البعثة، والآن بشكل تطوعي منفرد، أخذ على عاتقه ترميم الآثار.
درس فضل في فرنسا، وهو يرى ضرورة في عدم مغادرة غزة ومواصلة ما بدأه من الحفاظ على الآثار، وخاصة بعد أن أدارت المؤسسات الرسمية ظهرها للآثار والمواقع الأثرية في غزة، التي تعرض جزء كبير منها للتدمير بسبب الحروب.
تعيدنا تجربة فضل إلى تجربة أخرى لا تقل أهمية عن رجل جمع منفردا وعلى مدار عقود آلاف القطع الأثرية التي تنتمي لعصور مختلفة، وجعل من بيته متحفا، وهو وليد العقاد الذي لم يطلب من السلطة أكثر من إقامة متحف رسمي يتم وضع مقتنياته الأثرية فيها.
ويتميز المجتمع الفلسطيني بمبادراته الذاتية، حيث أغلب المبادرات الجميلة يقف وراءها مواطنون عاديون بالكاد يمتلكون لقمة عيشهم في زمن غزة الصعب.
http://bit.ly/1Iv3Msw/
أبرز المعالم التاريخية الأثرية والدينية في قطاع غزة تحتاج إلى رعاية
غزة من أقدم مدن العالم، أسسها العرب الكنعانيون قرابة الألف الثالثة قبل الميلاد، وسموها غزة، أطلق عليها العرب غزة هاشم نسبة إلى هاشم بن عبد مناف جد الرسول محمد”ص” الذي دفن بها في المسجد الذي يحمل اسمه وقد تبدل اسم المدينة بتبدل الأمم التي صارعتها فقد سماها الكنعانيون (هزاتي)، والمصريون “القدماء” (غازاتو) و (غاداتو) والآشوريون (عزاتي) والعبرانيون (عزة) وقد جاء في المعجم اليوناني أنها أعطيت في العصور المختلفة عدة أسماء منها (أيوني) و(مينودا) وقسطنديا، ولكن “غزة” احتفظت باسمها العربي الذي ما زالت تحمله حتى هذا التاريخ تأكيداً لعروبتها وأصالتها، وقد أطلق عليها المصريين حديثاً اسم “قطاع غزة” بعد أن أصبحت تحت سيادتهم وفق اتفاقية الهدنة العربية الإسرائيلية في العام 1949م، وبعد تحرر غزة من الاحتلال الإسرائيلي في العام 1949م، ودخولها تحت السيادة الوطنية الفلسطينية أعلن عن قطاع غزة اسم محافظات فلسطين الجنوبية أي “محافظات غزة” التي تضم محافظة غزة وهي أكبر محافظات الجنوب ومركزها السياسي والاقتصادي، ومحافظة خانيونس، ومحافظة رفح، ومحافظة شمال غزة، ومحافظة وسط غزة
وغزة هي مسقط رأس الإمام الشافعي رضي الله عنه صاحب أحد مذاهب الإسلام الأربعة.
تقع مدينة غزة على خط طول 34 درجة وخط عرض 31 درجة وتعتبر بوابة آسيا ومدخل أفريقيا بحكم الموقع الجغرافي بين مصر وبلاد الشام، وبين آسيا وأفريقيا، وكانت غزة عبر التاريخ نقطة مواصلات ومحطة قوافل وبالتالي مركزاً تجارياً عالمياً. وبنيت غزة القديمة على تلة ترتفع 45 متراً عن مستوى سطح البحر، يحيط بها سور عظيم له عدة أبواب من جهاته الأربع.
ومدينة غزة عاصمة لمركز اللواء الذي يحمل اسمها “لواء غزة” الذي يحده من الغرب البحر الأبيض المتوسط، ومن الشرق لواء الخليل وقضاء بئر السبع، ومن الشمال لواء الرملة، ومن الجنوب شبه جزيرة سيناء، وكان لواء غزة يضم قبل النكبة ثلاث مدن هي: غزة، المجدل، خانيونس و(54) قرية وقد اغتصب الصهاينة مدينة المجدل، و(45) قرية إثر نكبة 1948، ولم يبقى من لواء غزة إلا شريط ساحلي ضيق طوله 40كم وعرضه يتراوح بين 5-8 كم، وتبلغ مساحة قطاع غزة 365كم2، وقد تدفق إليه مئات الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين بعد نكبة 1948، وتعد الكثافة السكانية فيه واحدة من أعلى المعدلات في العالم، حيث يشكل اللاجئون النسبة العظمى من سكانه.
تشتهر غزة بزراعة الحمضيات بالإضافة إلى أشجار الفواكه المثمرة كالعنب والتين والتوت والبطيخ، حيث تتوفر فيها المياه الجوفية وفيها عدد من الآبار الجوفية العامة والخاصة، أما قطاع الصناعة فيتمثل في الصناعة الحرفية والورش وبعض أنواع الصناعات الخفيفة وصناعة تعبئة الحمضيات، وتكثر في المدينة الأسواق المختصة كسوق الحبوب والخضار والماشية بالإضافة إلى السوق التجاري الأسبوعي الذي يعقد بحي الشجاعية.
تعتمد السياحة في غزة بشكل رئيسي على البحر الذي تشتهر شواطئه برمالها الذهبية البراقة، ونظراً لتلك الأهمية اتخذت المؤسسات الفلسطينية المختصة عدة إجراءات احترازية لحماية مياه البحر والشواطئ من أي ملوثات، حيث تتكفل بلدية غزة ووزارة السياحة بتوفير رجال الإنقاذ والمرشدين، وعمال النظافة، ومد الشاطئ بالمياه العذبة للشرب والاستحمام، وإقامة المراحيض الصحية. وقد أقيم على الشاطئ الكثير من المشاريع السياحية مثل الفنادق والمطاعم والمقاهي الشعبية وغيرها مما يوفر كامل الخدمات لرواد شاطئ البحر كل حسب مستواه الاقتصادي كما تعتمد السياحة بغزة على المواقع الأثرية والتاريخية المنتشرة فيها بكثرة، ويجري حالياً اكتشاف عدد كبير آخر من تلك الآثار، وتشتهر غزة أيضاً بجوها المعتدل صيفاً وشتاءً مما يشكل عنصراً هاماً من عناصر الجذب السياحي للمدينة إذ يبلغ المتوسط السنوي لدرجة الحرارة بالمدينة.
أبرز المعالم السياحية والتاريخية
الجامع العمري الكبير:
يعتبر المسجد العمري أقدم وأعرق مسجد في مدينة غزة، ويقع وسط “غزة القديمة” بالقرب من السوق القديم، وتبلغ مساحته 4100متر مربع، ومساحة فنائه 1190مترا مربعا، يحمل 38 عامودا من الرخام الجميل والمتين البناء، والذي يعكس في جماله وروعته بداعة الفن المعماري القديم في مدينة غزة.
هو الكنيسة التي أنشأها أسقف غزة برفيريوس على نفقة الملكة أفذوكسيا وعندما فتحت غزة أيام الخليفة عمر بن الخطاب، جعلت هذه الكنيسة جامعا، ثم زيد فيها صف خيم من الجهة القبلية وأقيم فيه محراب ومنبر واتخذ موضع الناقوس منارة ثم فتح الباب الشمالي المعروف بباب التينة والنافذتان الشماليتان وكذلك الباب القبلي.
سمي بالجامع العمري نسبة إلى الخليفة عمر رضي الله عنه، وبالكبير لأنه أكبر جامع في غزة ·
شيد هذا الجامع من قبل الملوك والوزراء والمصلحين كما تشهد بذلك الكتابات المنقوشة على أبوابه وجدرانه · وقد أنشأ له السلطان (لاجين) سلطان المماليك باباً ومئذنة سنة 697هـ / 1281م · وقام بتوسعته الناصر محمد، وعمر في العهد العثماني · وقد أصاب الجامع خراب كبير في الحرب العالمية الأولى، حيث هدم القسم الأعظم منه وسقطت مئذنته · وقد جدد المجلس الإسلامي الأعلى عمارة الجامع سنة 1345هـ / 1926م تجديدا شاملا وأعاد بناءه بشكل فاق شكله السابق.
ويمتاز المسجد العمري باحتوائه على مكتبة مهمة يوجد فيها العديد من المخطوطات في مختلف العلوم والفنون، ترجع نشأة هذه المكتبة إلى الظاهر بيبرس البندقداري وكانت تسمى في السابق مكتبة الظاهر بيبرس” ·
تحتوي مكتبة الجامع العمري على مائة واثنين وثلاثين مخطوطة ما بين مصنف كبير ورسالة صغيرة، ويعود تاريخ نسخ أقدم مخطوط إلى سنة 920هـ ·
مسجد السيد هاشم:
يقع بحي الدرج “مدينة غزة القديمة”، ويعد من أجمل جوامع غزة الأثرية وأكبرها، وهو عبارة عن صحن مكشوف تحيط به أربع ظلال أكبرها ظلة القبلة وفي الغرفة التي تفتح على الظلة الغربية ضريح السيد هاشم بن عبد مناف جد رسول الله محمد “ص” الذي توفي في غزة أثناء رحلته التجارية رحلة الصيف.
وقد أنشئ المسجد على يد المماليك، وجدده السلطان عبد الحميد سنة 1850م وسميت مدينة غزة “بغزة هاشم” نسبة إليه.
مسجد المغربي:
يقع في حي الدرج وهو مسجد قديم في حارة الدرج، أنشئ في القرن التاسع وأقام فيه الولي الصالح الشيخ محمد المغربي واتخذه كزاوية له فاشتهر به ولما توفي دفن بمغارة كبيرة تحت إيوان وبني بساحته قبر إشارة له ومكتوب عليه تاريخ وفاته سنة 864هـ، وكان سقفه من جريد النخل ويعرف بمسجد السواد وتجدد في القرن الثالث عشر .
جامع المحكمة البردبكية:
حسب ما أرخ له عبد اللطيف أبو هاشم فإن هذا المسجد يقع في حي الشجاعية، أنشئ في القرن التاسع، وكان هذا الجامع مدرسة ثم محكمة للقضاء، المدرسة أسسها الأمير بردبك الدودار سنة 859هـ أيام الملك الأشرف أبو النصر إينال”·
سوق القيسارية:
يقع في حي الدرج وهو ملاصق للجدار الجنوبي للجامع العمري الكبير ويعود بناء السوق إلى العصر المملوكي ويتكون من شارع مغطى بقبو مدبب وعلى جانبي هذا الشارع حوانيت صغيرة مغطاة بأقبية متقاطعة يطلق عليه سوق القيسارية أو سوق الذهب نسبة إلى تجارة الذهب فيه.
قصر الباشا سبيل السلطان:
يقع في حي الدرج، ويتكون من طابقين، وتعود أبنية هذا القصر إلى العصر المملوكي، وكان مقراً لنائب غزة في العصرين المملوكي والعثماني وينسب هذا القصر لآل رضوان الذين امتلكوه في بداية الفترة العثمانية.
سبيل السلطان عبد الحميد:
يقع في حي الدرج، وقد أنشأ هذا السبيل في العصر العثماني في القرن 16م بهرام بك بن مصطفى باشا وقد جدده رفعت بك لذا سمي سبيل الرفاعية كما جدد في عهد السلطان عبد الحميد الثاني سنة 1318هـ لذا أطلق عليه سبيل السلطان عبد الحميد. وهو عبارة عن دخلة يتقدمها عقد مدبب على جانبيه مكسلتين، يتصدر الدخلة فتحات كانت مزودة بقصبات لسحب الماء من حوض السبيل لسقاية الناس.
الزاوية الأحمدية:
تقع في حي الدرج، وقد أنشأها أتباع السيد أحمد البدوي في القرن 6هـ/14م، المتوفى بطنطا عام 657هـ 1276م، تنفرد هذه الزاوية بغرفتها المضلعة ذات الستة عقود، ويوجد فيها محراباً ضخماً غاية في الروعة، وقبة شاهقة محمولة على رقبة اسطوانية، ويوجد في فناء الزاوية الخارجي قبر رخامي جميل لابنة المقر بهادر الجوكندار قطلو خاتون المتوفية في 12 ربيع ثاني سنة 733هـ/31 ديسمبر 1332م.
حمام السمرة:
يقع بحي الزيتون، ويعتبر أحد النماذج الرائعة للحمامات العثمانية في فلسطين وهو الحمام الوحيد الباقي لغاية الآن في مدينة غزة، حيث حظي في تخطيطه الانتقال التدريجي من الغرفة الساخنة إلى الغرفة الدافئة ومن ثم الغرفة الباردة والتي سقفت بقبة ذات فتحات مستديرة معشقة بالزجاج الملون يسمح لأشعة الشمس من النفاذ لإضاءة القاعة بضوء طبيعي يضفي على المكان رونقاً وجمالاً، هذا بالإضافة إلى الأرضية الجميلة التي رصفت بمداور رخامية ومربعات ومثلثات ذات ألوان متنوعة، وقد رمم الحمام مؤخراً وأصبح أكثر جمالاً وروعة .
جامع الشيخ زكريا:
يقع بحي الدرج، وأنشئ في القرن الثامن الهجري ولم يبق من هذا الجامع سوى مئذنته الجميلة ودفن في هذا الجامع الشيخ زكريا وقد كتب على ضريحه “هذا قبر الفقيد لله تعالى زكريا التدمري توفى في شهر صفر سنة 749هـ”.
جامع كاتب الولاية:
يقع في حي الزيتون، ويعود إلى العصر المملوكي 735هـ/1334م والإضافات الغربية فيه ترجع إلى العصر العثماني والتي أقام بها أحمد بك كاتب الولاية سنة 995هـ لذا سمي بجامع كاتب الولاية ومما يميز هذا الجامع تجاور مئذنة وجرس كنيسة “الروم الأرثوذكس.
كنيسة الروم الأرثوذكس:
تقع بحي الزيتون، ويعود تاريخ بنائها إلى بداية القرن الخامس الميلادي أما الأبنية الحالية فتعود إلى القرن 12م، تمتاز هذه الكنيسة بالجدران الضخمة المدعمة بأعمدة رخامية وجرانيتية ثبتت بوضع أفقي لدعم الجدران بالإضافة إلى الأكتاف الحجرية، ولقد جددت الكنيسة سنة 1856 وفي الزاوية الشمالية الشرقية منها يوجد قبر القديس برفيريوس الذي توفى سنة 420م
جامع علي بن مروان:
يقع في حي التفاح خارج سور مدينة غزة القديمة الشرقي، وهو من جوامع غزة المشهورة و يعود إلى العصر المملوكي، ويحتوي على ضريح لولي الله الشيخ علي بن مروان أسفل قبة ملحقة بالمسجد، يجاور الجامع مقبرة سميت باسمه تضم شواهد قبور تعتبر وثائق تاريخية من الدرجة الأولى.
جامع ابن عثمان:
يقع في حي الشجاعية شارع السوق، ويعتبر هذا الجامع أحد أكبر المساجد الأثرية ونموذج رائع للعمارة المملوكية بعناصرها المعمارية والزخرفية وقد أنشأ على مراحل متعددة أثناء العصر المملوكي بناه أحمد بن عثمان الذي ولد في نابلس ثم نزل غزة، حيث سكنها وبنى الجامع وكان صالحاً وتؤمن الناس بكراماته، وتوفي فيها سنة 805هـ/ 1402م و يوجد بالرواق الغربي من المسجد قبر الأمير سيف الدين يلخجا الذي تولى نيابة غزة سنة 849هـ/1445م، وتوفي بها سنة 850 هـ/1446م، ودفن في الجامع .
مسجد الظفر دمري:
يقع في حي الشجاعية، أنشأ هذا المسجد شهاب الدين أحمد أزفير بن الظفردمري في سنة 762هـ/ سنة 1360م واشتهر محلياً بالقزمري، ويعتبر مدخل هذا المسجد من أجمل المداخل التذكارية معقود بعقد يشكل حدوة فرس، مزين بزخارف نباتية بالحفر البارز والغائر وزخارف هندسية وأطباق نجمية وزخارف كتابية.
تل المنطار:
يقع شرق حي الشجاعية، ويشرف الموقع على مدينة غزة من جهتها الجنوبية الشرقية ويوجد في الموقع آثار وتكوينات معمارية قديمة، يقع على هذا التل مزار الشيخ علي المنطار، وعلى الأرجح أن هذا الاسم “المنطار” مشتق من عملية النطرة التي كان يقوم بها المجاهدين الذين يرقبون الطريق تحسباً لقدوم الغزاة.
أرضيات فسيفسائية:
تقع قرب ميناء غزة، اكتشفت سنة 1966م، يزينها رسوم حيوانية وطيور وكتابات، يرجع تاريخها إلى بداية القرن السادس الميلادي، النص الكتابي التأسيسي باللغة اليونانية القديمة معناه “نحن تاجري الأخشاب ميناموس وأيزوس أبناء ايزيس المباركة أهدينا هذه الفسيفساء قرباناً لأقدس مكان من شهر لونوس من عام 569 الغزية/508/509م”.
الأبلاخية:
تقع شمال غرب مدينة غزة إلى الشمال من المعسكر الشمالي، في هذا الموقع يوجد ميناء غزة في العصرين اليوناني والروماني ومدينة الزهور ومقبرة بيزنطية أحد قبورها مزين بزخارف نباتية وصليب داخل اكليل على جانبيه شجرتي سرو وهذه الزخارف منفذة بالفرسكو “بالألوان المائية على الجبس قبل جفافه” وأسوار من الطوب اللبن وأسوار من الحجر الرملي.
تل العجول:
يقع جنوب مدينة غزة على الضفة الشمالية لوادي غزة، وهو من أهم المواقع الأثرية في محافظات غزة وكانت تقوم عليه مدينة بيت جلايم الكنعانية .
ويعتقد أن موقع مدينة غزة القديمة كانت على هذا التل في حوالي سنة 2000 ق.م.، وأهم المكتشفات سور عرضه2.5 وارتفاع 50 قدماً، وكذلك تم العثور في الموقع على قبور دفن فيها الخيل بجوار صاحبه، ونفق بطول 500قدم، وخمسة قصور ضخمة قام بعضها فوق بعض، أقدم هذه القصور يعود إلى 3000 ق.م.، وقد وجد فيه غرفة حمام رحبة وقصر واحد يعود إلى زمن الأسرة المصرية الثامنة عشر 1580-1350 ق.م، وبقية القصور تعود إلى زمن الأسر السادسة عشر والخامسة عشر والثانية عشر.
– محافظة دير البلح:
سميت المحافظة التي تضم كلاً من دير البلح والنصيرات والمغازي والبريج، بهذا الاسم نسبة إلى مدينة دير البلح التي تعتبر المركز الإداري للمنطقة الوسطى بقطاع غزة والتي تضم المدن المذكورة سابقاً، حيث أقيمت في السابق باستثناء مدينة دير البلح، لإيواء اللاجئين الفلسطينيين الذين هجّرتهم إسرائيل من قراهم وبلداتهم إبان حرب الـ 48 ويعود أصل تسمية دير البلح بهذا الاسم لإقامة أول دير في فلسطين على أراضيها، حيث أقامه القديس (هيلاريوس) المدفون في الحي الشرقي من المدينة، وسميت أيضاً بالبلح لكثرة أشجار النخيل التي تحيط بها وكانت في القديم تعرف باسم (داروم) وهي كلمة سامية بمعنى الجنوب، وما زال مدخل غزة الجنوبي يعرف باسم باب الداروم.
تقع دير البلح إلى الجنوب الغربي من مدينة غزة على بعد 16كم منها، وعلى بعد 10 إلى الشمال الشرقي من خانيونس، ويتخذ المخطط العمراني للمدينة شكلاً مستطيلاً يمتد من الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي ويمتد منها شارعان رئيسان متعامدان ويكثر على هذين الشارعين المحلات التجارية والمدارس لمختلف المراحل الدراسية. أراضي مدينة دير البلح رملية يزرع بها بعض أنواع المحاصيل كالحبوب والخضراوات والفواكه التي تعتمد على مياه الأمطار بالإضافة إلى مياه الآبار وتشغل أشجار النخيل أكبر مساحة من أراضيها، أقامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بجوار دير البلح العديد من المستوطنات الصهيونية منها مستوطنة و”كفار داروم” ومستوطنة “قطيف” وغيرها من المستوطنات قبل أن تنسحب منها وتفككها في عام 2005.
* النصيرات: تقع إلى الجنوب من مدينة غزة، وقد أطلق عليها النصيرات نسبة لأحد أولاد الشيخ أحمد الأنصاري واسمه نصر وهم بطن من الأنصار من الأفراد القحطانية من القبائل التي نزلت هذه الديار قبل الفتح الإسلامي
* المغازي: تقع قرية المغازي جنوب غزة، وقد أطلق عليها هذا الاسم نسبة إلى مجاهد اسمه المغزا وله ضريح أسفل سدرة وبجواره عمود رخامي.
أهم المعالم السياحية والتاريخية:
تلة أم عامر:
تقع إلى الجنوب من معسكر النصيرات، وهي تلة أثرية عثر فيها على أرضية فسيفسائية ملونة تعود إلى العصر البيزنطي.
مقام الخضر:
يقع هذا المقام في وسط مدينة دير البلح وأسفل هذا المقام يوجد دير القديس هيلاريون أو “هيلاريوس” 278 – 372م الذي يعود إلى القرن الثالث الميلادي.
قلعة دير البلح:
أنشأها عموري ملك القدس الصليبي ( 1162-1173م ).
مقبرة دير البلح:
تشتهر مدينة دير البلح بمجموعة من التوابيت المصنوعة على شكل إنسان، التي يعود تاريخها إلى العصر البرونزي المتأخر والمنسوب إلى ما يسمى بملوك الفلسطينيين، يعود تاريخ المقبرة إلى الفترة ما بين القرن الرابع عشر قبل الميلاد و 1200 قبل الميلاد، هذه المجموعة المدهشة من التوابيت ذات أغطية الوجوه المتحركة تشكل أكبر مجموعة من التوابيت المصنوعة على شكل إنسان والتي اكتشفت في فلسطين. وجدت التوابيت في مجموعات من ثلاثة أو أكثر، وتبلغ المسافة بين كل مجموعة وأخرى بين 3-4أمتار، اكتشفت هذه التوابيت في قبور محفورة من حجر الكركار أو الطين الأحمر الموجهة نحو البحر، اكتشف مع هذه التوابيت كميات كبيرة من الأواني المصنوعة من الالباستر، ومنها من الفخار الكنعاني والمايسيني والقبرصي والمصري ويبدو أنها كانت تستخدم قرابين للدفن. تم التنقيب في مقبرة دير البلح بين عامي 1972 و 1982م لمصلحة دائرة الآثار في الجامعة العبرية بالقدس وجمعية استكشاف إسرائيل. لايوجد في الواقع اليوم شيء من هذه الآثار لأن كل المكتشفات معروضة الآن في متحف الروكفلر ومتحف إسرائيل في القدس. في العام 1971م نظم الجنرال موشيه دايان حملة تنقيب غير شرعية عن الآثار في المنطقة وقد ضم كل المكتشفات التي وجدها إلى مقتنياته الشخصية التي احتفظ بها حتى وفاته، وبعد ذلك بيعت جميع هذه المقتنيات التي تضم مجموعة كبيرة من آثار دير البلح من قبل ورثته لمتحف إسرائيل
تل الرقيش:
موقع أثري يقع على ساحل دير البلح مباشرة . كشفت عمليات التنقيب التي جرت على التل عن وجود مستعمرة فينيقية كبيرة ومزدهرة وتبلغ مساحتها حوالي ( 650X150م )، فيها أسوار دفاعية ضخمة طولها حوالي( 600م) ومقبرة ذات طابع فينقي لدفن رماد الجثث المحروقة التي يعود تاريخها إلى العصر الحديدي المتأخر وللفترة الفارسية( 538-332 ق.م) حجم الموقع ودفاعه يوحي بأنه كان في يوم من الأيام ميناءً بحريا مهما جدا على الطريق التجاري الدولي القديم . وقد كشف المنقبون هنا أنواعا عديدة من القدور المصنوعة محليا من الفخار المسمى بالرقيش، إضافة إلى قطع فخارية فينيقية وقبرصية.
جامع الخضر والدير الصليبي:
يقع على بعد حوالي (200م) جنوب مركز مدينة دير البلح، يبدو إن المسجد شيد فوق دير قديم لأن خطة المبنى وعناقيده المصلبة تذكر بفن العمارة الصليبي. ويؤكد ذلك بعض النقوش اليونانية والتيجان الكورنثية والأعمدة الرخامية. اسم المسجد منسوب إلى القديس جورجس، وتعني الخضر باللغة العربية، وقد يكون هذا هو اسم الدير أيضا.
– جباليـا:
المقبرة الرومانية البيزنطية:
المقبرة الرومانية البيزنطية تقع في جباليا شرق شارع صلاح الدين، وهي عبارة عن تلة من الكركار وترتفع عن سطح البحر نحو(48م) وتعود إلى العهد الروماني.
– بيت حـانون:
مسجد النصر:
يقع في بيت حانون، شمال مدينة غزة، يرجع تاريخه إلى (637هـ) يعتبر هذا المسجد النموذج الفريد المتبقي من مساجد العصر الأيوبي والذي أقيم تخليداً للانتصار الذي حققه الأيوبيون على الصليبيين في وقعة أم النص (1239م). لم يبق من هذا المسجد سوى الإيوان الجنوبي، يتميز بسقفه الجميل وهو عبارة عن أقبية مروحية يتوسطها قبة ضحلة ينتهي هذا الإيوان شرقاً بغرفة يسقفها قبة محمولة على مثلثات كروية الشكل واللوحة التأسيسية التي نقش عليها بالخط النسخ الأيوبي.
– بيت لاهيـا:
تل الذهب:
تقع خربة تل الذهب غرب بيت لاهيا ويحدها من الشمال خربة السحلية وقد ذكرها ياقوت الحموي بمعجم البلدان باسم سحلين، ونسب لها العالم عبد الجبار بن أبي عاصم الخثعمي السحليني.
– محافظة رفـح:
تعتبر مدينة رفح من المدن التاريخية القديمة، فقد أنشأت قبل خمسة آلاف سنة وعرفت بأسماء عدة، عرفها الفراعنة باسم (روبيهوي) وأطلق عليها الآشوريون اسم (رفيحو)، وأطلق عليها الرومان واليونان اسم (رافيا) وأطلق عليها العرب أسم رفح.
تقع مدينة رفح في أقصى الجنوب، وتبعد عن مدينة غزة حوالي 35كم، وعن خان يونس 8 كم، يحدها من الغرب البحر المتوسط ومن الشرق خط الهدنة عام 1948 ومن الجنوب الحدود المصرية، وتشكل مساحة محافظة رفح الآن 16.43% من مساحة قطاع غزة البالغة 365 كم2، أي 60 كم2.
برزت أهمية مدينة رفح تاريخياً بعد مرور خط السكة الحديدية الذي كان يصل بين القاهرة وحيفا بها، وقد أقتلع هذا الخط بعد عام 1967م، وبعد اتفاقية “كامب ديفيد” قسمت المدينة إلى شطرين، حيث استعادت مصر سيناء، وعلى إثر الاتفاقية انفصلت رفح سيناء عن رفح الأم، مما استدعى إقامة معبراً برياً على الحدود الفلسطينية المصرية لتنظيم حركة تنقل المواطنين وهو ما يعرف الآن بمعبر رفح الحدودي، وفي عصر السلطة الوطنية الفلسطينية تم إنشاء مطار غزة الدولي مما جعل مدينة رفح من المحافظات الفلسطينية الهامة؛ نظراً لأنه يتم الانطلاق منها نحو الخارج والعكس بفضل وجود المعبرين بها، أحدهما جوي (المطار) والآخر بري (رفح الحدودي) وقد ساهم ذلك في رفع المستوى الاقتصادي للمدينة، وعمل عدد كبير من أبناء رفح في أعمال لها علاقة بالمعبرين وخدمة المسافرين مثل إقامة المطاعم والمقاهي والاستراحات بالقرب منهما وتنتشر في محافظة رفح زراعة الحمضيات بأنواعها وأشجار الفاكهة والخضراوات والمحاصيل الحقلية.
يوجد في مدينة رفح العديد من الخرب والتلال الأثرية مثل تل رفح، تل مصبح، وخربة العدس، وأم الكلاب وغيرها هذا بالإضافة إلى عدد آخر من المباني والمواقع الأثرية الهامة مثل المساجد وعدد آخر من المواقع الأثرية وأرضيات الفسيفساء، ويمكن لزوار رفح مشاهدة الأسلاك الحدودية الفاصلة بين الأراضي الفلسطينية والمصرية.
أبرز المواقع السياحية والتاريخية
خربة رفح:
يوجد فيها أساسات من الطوب وقطع معمارية ومقبرة قديمة وتيجان أعمدة.
تل رفح:
وفيه أنقاض وجدران مبنى من الطوب وشقف فخار لأن راقيا الرومانية كانت تقوم على هذا التل.
خربة العدس:
تقع في الجنوب الشرقي من رفح وتحتوي على سقف فخار فوق موقع أثري متسع.
تل المصبح:
ويقع في الجنوب الغربي من القرية فيه شقف فخار على تل من الأنقاض.
أم مديد:
يوجد فيها تلال من الأنقاض والحجارة وقطع رخامية وفسيسفاء وشقف الفخار.
– محافظة خـان يونس:
يتكون اسم مدينة خان يونس من كلمتين: الأولى “خان”، بمعنى “فندق”، والثانية “يونس”، نسبة إلى مؤسس الخان الأمير يونس النوروزي الدوادار الذي أقام الخان عام 789هـ/ 1387م على شكل قلعة حصينة متينة الأركان عالية الجدران.
وكان الخليفة الأموي عمر بن عبد العزيز من أول الخلفاء المسلمين الذين اتخذوا الخانات للمسافرين. وقد انتشرت الخانات ومن بينها خان يونس كمحطات للقوافل التجارية على طول الطرق التي تمر فيها. وأعتاد التجار أن يأووا إلى هذه الخانات ببضائعهم ومواشيهم للاستراحة فيها من جهة، وللتزود بالمواد التموينية والماء من جهة ثانية، وكانت هذه الخانات توفر للتجار الأمن والطمأنينة من أخطار اللصوص.
تقع مدينة خان يونس على دائرة العرض 21-31ْ شمالاً، وعلى خط الطول 18-34ْ شرقاً، وهي في أقصى جنوب غربي فلسطين، على بعد 20كم تقريباً من الحدود المصرية، وفي فترة الانتداب البريطاني كانت واحدة من بين أهم مدن قضاء غزة بعد مدينة غزة، حيث تتمتع بموقع جغرافي هام فهي بوابة فلسطين الجنوبية، فقد ارتبطت خانيونس بالنقب بطريق تتجه شرقاً عبر قرى بني سهيلة، عبسان، وخزاعة، وهي تمثل نقطة بين بيئة النقب الصحراوية وبيئة السهل الساحلي وقد بنيت خانيونس على أطلال مدينة قديمة كانت تعرف باسم (جنيس) ذكرها هيرودوس، إنها تقع جنوبي مدينة غزة وتبلغ مساحة أراضي خان يونس حوالي 53800دونم بما فيها المساحة العمرانية.
أبرز المعالم السياحية والتاريخية
قلعة برقوق:
أنجز بناء القلعة في عام 789هـ-1387م، بنيت على شكل مجمع حكومي كامل، وهي حصينة متينة عالية الجدران، وفيها مسجد وبئر، أقيم نزل لاستقبال المسافرين، وإسطبل للخيول، ويوجد على أسوار القلعة أربعة أبراج للمراقبة والحماية. وكان يقيم في القلعة حامية من الفرسان وإلى وقت قريب حتى 1956م كانت معظم مباني القلعة الداخلية موجودة، ولكنها اندثرت تدريجيا، وبقيت إحدى البوابات والمئذنة و أجزاء من سور القلعة شاهدة على عظمة هذا الأثر التاريخي الهام .
مقام إبراهيم الخليل:
يقع في قرية عبسان الكبيرة وإلى الجنوب من المقام مباشرة توجد أرضية من الفسيفساء الملونة الجميلة ذات رسوم تنوعت ما بين طيور، أوراق نباتية، و لفائف زخرفيه، و كتابات و زخرفة الصليب المعكوف “المفروكة ” و يرجع تاريخ هذه الأرضية إلى عام 606م.
المصدر: http://www.wafainfo.ps/atemplate.aspx?id=2185