أنور الخطيب
لو كنتِ أوضحَ من وهمٍ قليلا
لأقمت احتفالا شبقاً لرؤاي،
لو كنتِ تحت سماي
لركضتُ مثل وعلٍ في الصعود
عصرتُني للشمس كي تشكّل غيمةً عفيفة
تمطرني رقصةً توحّشت
على روحك الأليفة،
لو كنتِ أكثر من فكرة رديفة،
لاستبحتُ اللغاتِ بالصهيلِ الفريد
وامتشقتُ حرفين كافيين
لاشتعال القصيد،
لو كنتِ غيرَ ما أنت فيه
لكنتُ أكثرَ مما أنا:
عابثٌ بالوقت مطمئنٌ لموتي
ألحّن كل صباح أنشودة العليّ
ودعوةً يوميةً لإفطارِ شهي:
قمح على راحةِ كفيَّ
وغصنٌ نَدِيْ..
لو كنتِ أكثر من عابرةٍ في سهل وجهي
لغيّرتُ كلّ ملامحي وجهاتِ التفاتي
يا امرأةً..
هطلتْ على فراغ العمر بكل امتلائها..
حبستُ مكرَ قلبي كثيراً
رفعتُ سوراً أمام شهوة البرق
عطّلتُ حاسة الشم واللثم والضم
قتلتُ غريزة الحياة وقلت: لأبق غريباً
في فضاء امرأة مثقلٍ بالأمومة،
وأكتفي بنصيب الطير في مهرجان السنابل،
حبةُ قمحٍ كافيةٍ كي أكونَ رغيفا
وقطرةُ ماءٍ كافيةٍ كي أكون نهراً
يغطي وجهه بضفتيه
ويستل المناجل