الإرهاب الأعمى يضرب الكويت
أنور الخطيب
الإرهاب الأعمى يضرب في الكويت، داعشي يفجر نفسه في مسجد يتبع المذهب الشيعي، واختار يوم الجمعة ليقتل أكبر عدد ممكن من المصلين، وحتى تكون (مكافأته) كبيرة عند الله، لقد (جاهد) بدم أخوته أو أصدقائه أو أقاربه، وهو على قناعة تامة، أنه يحارب (الكفار)، فإذا صادف ووجد عدد من الناس من طائفة أخرى ولقوا حتفهم، فهو قدرهم!! فإن كانوا مؤمنين ذهبوا إلى الجنة، وإن كانوا غير ذلك، فإلى جهنّم وبئت المصير.
هذا هو الاعتقاد الراسخ لديهم، وهذا ما تلقوه من أمرائهم وتربيتهم ومدارسهم والمراكز الدينية التي تعلموا فيها، فغسلت أدمغتهم، وأصيبوا بالعمى، وتحولوا لآلات يتم التحكم بها عن بعد، أو عن قرب، لا فرق. هؤلاء، الذين ينفذون هذه العمليات، لا يسيطرون على أنفسهم، فهم سكارى وما هم بسكارى.
ماذا يريد هؤلاء الذين يفتعلون حروباً مذهبية في الوطن العربي؟ هل يريدون تصفية الشيعة مثلا؟ هذا يعني أن عليهم أن يقتلوا 30% تقريبا من سكان الكويت، حيث وقعت أحدث عملية (جهادية).
الكارثة الثقافية والإعلامية والسياسية تكمن في أصوات (الشيوخ والأئمة ورجال الدين) الذين يواصلون شحن الناس بالضغينة والحقد ويزرعون في نفوسهم الفتنة، وهؤلاء يتحركون بيننا بوضوح، يشوهون الدين، ويقوّلون الله والرسول والرسل كافة، ينظرون إلى الناس بوجوه عابسة، ويصادرون أفكارنا ونوايانا.. أشكالهم معروفة، وأفكارهم واضحة، وزيهم واضح.. ينفثون السم في صدور الناس، بأساليب شتى.
الكارثة الأكبر أن الدين قد تسيّس بطريقة سخيفة وغبية، دون النظر إلى النتائج. ولا أحد يدري المكان الذي سيضرب فيه الإرهاب الأعمى لاحقاً، وكل الأماكن مرشحة من دون استثناء، طالما أن القتل أصبح هواية ومهنة، وطالما أن كثيرين نصّبوا أنفسهم وكلاء لله على الأرض.
هناك من لا يزال يدعم الإرهابيين المتوحشين، ويسهل تحركاتهم، ويمدهم بالسلاح والمال، ومنهم سياسيون ودول. هنالك من يوسّع فوهة البركان يومياً، ولا يدرك أن حممه ستصيبه في مقتل.
نحن نعيش أزمة خانقة بشأن التفاسير والفتاوى ووضع الناس في خانات الكفر والإلحاد والإيمان، وهذه الأزمة لا يمكن حلها إلا إذا تغيرت القوانين والأنظمة وربما الدساتير وربما أيضا بعض التفاسير الدينية. وتحويل المجتمعات إلى مجتمعات مدنية بامتياز.