شيء ما..
شعر أنور الخطيب
شيء ما..
يهمس في عنق الغريب
كلما سردته السيوف:
“ربِّ اجعل لي آية” ..
شيء ما
يراه في كأس النبيذ
كلما راقصته القصيدة:
احتسيني أيتها المفردات العنيدة
حتى آخر قطرة للغواية
شيء ما
يراوده عند انتصاف النهار
كلما غاب ظله:
واصل غيابك يا رفيقي
حتى يعانق ظلي ظلَّه
شيء ما
يكتبه على صدر حبيبته
كلما جف حبره:
خذيني كطفل إلى مخدعك
ولا توقظي حليب عمره
شيء ما
يستفزه بوجه المذيع
كلما يتنحنح:
خذ الكلام كله
ولا تهدِ طفلي لمذبح
شيء ما
يقرؤه في صمت أمه
كلما هم بالرحيل:
ابق هنا.. أيها البخيل
شيء ما
يخبؤه في تجاويف عينيه
كلما مرت مظاهرة في رئتيه:
لا صوت يعلو فوق صوت أصغريه
شيء ما
يكابده في خطوط كفّيه
كلما حلّ في بيوت النازحين:
لا تكن لئيما ايها الحنين
شيء ما
يسيل من وريده
كلما أهدى وردة لحبيبه:
خذي دمي ليوم الذبول
شيء ما
يساقط من ظهره
كلما أبّن واحدا من أصدقائه:
سأمشي يوما كقوس..
شيء ما
يتلمّسه قبل موته المؤقت
كلما غاب في الوجوه الراحلة:
أحبكم أيها القساة
شيء ما
يذبحه دون دم
كلما حاصره ابن عم:
ماذ ستفعل بي
إذ يحاصرك الغريب..
شيء ما
يدوزن حُمّى أصابِعِه
كلّما داعب أوتارَ عزلتِه:
شّدني عند المغيب..
شيء ما
يظهر في مآقيه
كلما حبيبته تعتريه:
امتلأتْ بحيرةُ الذاكرة
اقفلي الدائرة..
شيء ما
ينز من لحاء جذعه
كلما خطّ اسمه فوق غصنه:
طوبى لأرواح الشجر
شيء ما..
يسألني عنّي في موكبي
كلما سرّب التراب نطفة لمركبي
سألته فقال: ليطمئن قلبي
أكتوبر 2013
قصيدة رشيقة في تركيبها – عميقةفي معانيها- سلسة في اسلوبها –
شيء ما من ملحمة الغريب – مواقف مختاره يوجز كل منها مشاعر الغريب ومعاناته وما يختلج في صدره ببضع كلمات تترك للقارىء او السامع أن يستشف منها ما شاءويكمل المشهد كما يتخيلهاو كما عاناه. اسلوب موفق شكلا ومضمونا يمكن ان يحكي ملحمة الغريب بايجاز شعري وفي نفس الوقت يترك القصيدة منهية-مفتوحه ( open-ended) – يمكن الإضافة إليها في أي وقت . بارك الله بك يا أخي واعانك في معاناتك لما فيه خيرك وخير القضيه التي تعمل من اجلها – فآلام الولادة الشعريه لا يعرفها الا من كتب الشعر حقا لا تصنعا . محبتي الأخويه مع كامل الاحترام والتقدير .
أخي وأستاذي د. قاسم الخطيب، وجودك يطمئن روحي ويربت على حرفي بحنان كبير، سطورك القليلة بحجم مقالة طويلة، فلك الشكر والتقدير والامتنان والمحبة.. مع أمنياتي لك بالصحة والسعادة// أنور