سبحان من دوزنه
شعر: أنور الخطيب
في قمة رأسي وترٌ..
لا عازفَ لهْ
يطربني مرةً
ومرة،
يقذف في شرايينيَ الأسئلة
في الليل يشحذ خمره
ويصبّ من رعشتهِ نجمتَه
أشده فيجن
أتركه
فيطرب مثل رأس السنبلة
أدوزنه فيرتخي
كعاشقة من نحرهِ قبّلته
أجادله..
فيختفي في أولِه..
تجاهلته فخيّرني:
أن يكون غربتي
أو أكون غربتَه
وقال إنني أُضجرُه
فهو الساكن كلَّ شيء
وما من أحد يساكنُه
ولم يقل أحدٌ له
سبحان من دوزنَه،
خجلت من رعونتي
حتى تمنيت هِجرتَه
أوحى إليَ بأن أكون توأمَه؛
نمشي على نصل المتاهة
كلما زاد الوضوح
أو قيّدتنا المرحلة
نعجن الوعي المبجّل بالتراب
نشكلّ الوطن المسجى
في العيون الذابلة
ويعزفني، إذا ما ضعتُ
أعزفه، إذا ما ضاع
أكون أولَ عازفِه..
فقلت لَهْ
ما الفرق بين نبتة السراب
وبين سراب نبتتِه،
ومن سيسمع اللحن
إن أنا صغته
أو هو لحّنه
جمهورنا ميتٌ
لا أنا أمتُّه
ولا هو من موّته
وأمرته:
اصغِ لي كلما صِغتُني
فقال غاضبا منشّزاً
“لست ممن تأمرُه”
فتركته، في قمة الرأس
كغيمٍ يمطرني
وادعيت: أني أمطرُه
أبريل 2015
لست ممن تعمق في دراسة الفنون والآداب – ولكني بحسي الفني المتواضع أجد نفسي امام لوحة شعرية “سرياليه” يجسدها هذا الوتر المتمرد المتسق مع نفسه المتناقض مع كل ما حوله . يرفض الدوزنه والعزف لأن مطربة الحي لا تطربه – فهو في واد وهي في واد أخر . ويرفض تلقي الأوامر من أحد -او أن يكون ظلا لأحد او توأما مع أحد- لأنه مستقل وسيد نفسه .
يعجبني هذا الوتر – واني لارجو الله في شهر رمضان هذا أن يحييني الى يوم يدوزن هذا الوتر نفسه ويعزف النغم الذي يطربه – ويغني معه كل ابنائه قولا وعملا – موطني …موطني
-كل كلمه لها معناها ومغزاها فى قصائدك الرائعه
ورغم كل مافيها من الرمزيه الغامضه الا انها واضحه فى قلوب القراء
وهذا الوتر وتر فريد واصيل يتقد كالنجم حين تظلم الافكار تقبل التحيه والاحترام
المعنى والمعاناة يعيشان في قلب الشاعر فهو دائماً في صراع داخلي طاحن .ينتج عنه ألق الشعر .