عجينة لباب الغواية
أنور الخطيب
سأقسم قلب الكرة الأرضية قسمين؛
قسم لعينيك كي يمر النسيم
مثقلا بالنببيذ
وقسم لعينيّ كي تمر الخيول
في بحيرة الذهول
ونشرب نخبين ثقيلين؛
واحد بصحة آلهة العنب
وواحد للصخب،
وحين يذوب القمح فينا
نقسم قلب الكرة الأرضية ثانية قسمين؛
قسم لمنفاي كي يقول “أناي”
وقسم لقلبك كي يجهز
في أرضك مثواي،
سأقيم وفق ما تشتهي المسافة
بيني وبيني
فحين أزوجني للقيامة فيك
أصير إلها،
وحين أطرد آدم
ألقى حتفي لديك،
تعالي الآن إلى واحة اللوز
صنعت سريرا من خزامى الليل
كي أصير بنفسجا
وارسميني على قميص نوم النشور
أرقب أولى علاماتك الصغرى
وأسكب كل نواياي على ضفتيك
أستظل من تعب الحساب
تعالي الآن
انتزعت مفاصل الحروف من لغتي
وسال ماء معناي
في رُكب القصيد
صرفت أبجدية العزلة
حتى ألامس نهد اللحظة
أعرّي بنية الشعر
من صدأ التفاعيل
أنت وقافية القلب توأمان
لم تُخلقا في لحظة واحدة
نطقتما من لسان واحد
في زمن واحد
لا يشبهني ولا يشبهك
تعالي إذن نعيد لهذا الزمان مواقيته،
فلا نكون توأمين،
أولد قبلك، تولدين قبلي
ونذهب في اتجاهين
لنلتقي في محطة الحنطة
أكون قد عجنت تعويذة العشق
وألصقتها فوق باب الغواية
لندخل بيتا مؤثثا بشهيق اللؤلؤ
تطل نوافذه على زفير الموج
حيث البحارة يطرزون عباءة
من نار طائر الفينيق
نرتديها ثم نخلعها
وننجب ساحلا
وفزاعات طيور