مسابقة أمير الشعراء لا تعترف بالشعر الحديث ولا بشعراء الحداثة
تم قبل قليل الإعلان عن اسم الشاعر الفائز في مسابقة أمير الشعراء، وهو السعودي حيدر العبدالله، وهو شاعر شاب لم يصدر له ديوان شعر حتى الآن، وللتوضيح هذا ليس مذمّة!
منذ دورتها الأولى حتى دورتها السادسة (الأخيرة)، والمسابقة تثير جدلا واسعاً، فلجنة التحكيم لم تتغير، وهم من النقاد الكلاسيكيين الذين لا يعترفون، كما يبدو بتطور الشعر، خاصة قصيدة التفعيلة، وقصيدة الشعر المنثور، باستثناء الدكتور علي بن تميم، وهذا الموقف يحرم شريحة واسعة من الشعراء الشباب (تحت الـ45 عاما) من المشاركة، وإظهار مواهبهم. وهذا الموقف يصادر الجهود التي بذلها الشعراء منذ أكثر من 60 عاما، وينشر رسالة تقلل من الشعر الحديث وأهميته بين الناس.
الأمر الآخر الذي يمكن للمتتبع التوقف عنده هو أن أعضاء لجنة التحكيم يختلفون بشكل قاطع فيما بينهم أحيانا، فقد استمعت إلى رأي أحدهم يمتدح قصيدة أحد المشاركين، بينما قال محكّم آخر أنه لا يجد شعرا في قصيدة الشاعر ذاته، ورغم ذلك انتقل الشاعر إلى مرحلة أخرى، لأنه جمع في الصالة أقاربه لدعم التصويت. والأغرب من ذلك، أن لجنة التحكيم منحت الشاعر درجة عالية على الرغم من رأي أحد أعضائها القائل (لم أجد شعرا في هذه القصيدة).
لقد شارك في المسابقة شعراء يكتبون القصيدة الحديثة، لكنهم أرغموا على كتابة القصيدة العامودية، وكان نصيبهم الفشل وعد التأهيل، وبهذا، قد تنعكس النتيجة على معنويات الشاعر الذي سيشعر بالهزيمة، وما أدراك ما الهزيمة بالنسبة للشاعر، ولن تمسحها 30 ألف درهم، قيمة الوصول إلى النهائيات.
لا بد من وضع النقاط فوق الحروف بشأن هذه المسابقة، فهي مسابقة تلفزيونية أولا وأخيرا تعتمد على تصويت العامة من الناس، أي غير المتذوقين للشعر، كما كتب الإعلامي منّي عبد القادر بونعامة على صفحته في الفيسبوك، وبالتالي فإن النتيجة ستكون غير ذات قيمة شعرية أو نقدية بالشكل الذي تطمح إليه الساحة الثقافية العربية، حتى لو حاول أعضاء لجنة التحكيم التدخل في تصويب النتائج.
نقول هذا الكلام لأن الفائزين أو بعضهم راح يتصرف وكأنه فعلا أميرا للشعر والشعراء، بينما هو الفائز في مسابقة شعرية ارتأت أن تسمي نفسها (أمير الشعراء)، وهي تسمية تجافي الواقع كثيراً، فلا أمير للشعراء، ولكن هناك القصيدة الأميرة، والشعر الأمير المتفوق، وشأن هذه المسابقة شأن مسابقات الغناء (أراب آيدول، وسوبر ستار، وإكس فاكتور)، تطمح إلى الربح عن طريق تصويت الجمهور.
فكم من شاعر رائع لم يستطع الوصول إلى مكان المسابقة، وكم من صاحب صوت جميل لم يتمكن من المشاركة في مسابقات الغناء.
وأخيرا مقدم برنامج مسابقة أمير الشعراء في دورتها السادسة، باسم ياخور، كان متصنعاً إلى حد بعيد، رغم بذله لجهود كبيرة في إثبات خفة دمه، وشخصيته لا تنسجم مع المسابقة، فكان يتحدث باللغة العربية الفصحى دون إحساس بالكلمات، رغم أنه المؤدي لأدوار مهمة في مسلسلات تاريخية.
اقترح تجديد لجنة التحكيم وتطعيمها بعناصر تؤمن بتطور الشعر، لأن الآراء باتت مكررة ومتشابهة، وفيها الكثير من الاختلاق والتصنع، شأنها شأن الكثير من القصائد المشاركة، التي يظهر التصنع فيها، وتطغى عليها التراكيب الافتعالية الخالية من العواطف.
كما أقترح أيضا أن يتم فتح المجال أمام القصيدة الحديثة، أي شعراء الحداثة، فالعالم كله اعترف بالقصيدة الحديثة، ومن غير المعقول أن نبقى نحاور في المساحة ذاتها، ندور وندور وندور..
أما الملاحظات الأخرى التي تتعلق بعدد من الشعراء الذي تنكروا لأصولهم، وعزفوا على وتر يستجدي التصويت، والملاحظات التي تتحدث عن أحقية شاعر محدد بالفوز، فهي متروكة للنقاد الموضوعيين، فأمير الشعراء، كما يفترض، يجب أن يكون اسمه مضيئا على الساحة قبل دخوله المسابقة، التي تأتي لتؤكد على أحقيته..
ورغم كل شيء، تبقى المسابقة مهمة في سياق هبوط البرامج في الفضائيات العربية، على الأقل، تجبر شريحة من الناس، على الأقل، هؤلاء الذين يحضرون إلى مسرح شاطئ الراحة، للاستماع إلى الشعر وتلفت انتباه أصدقائهم في مواقع التواصل الاجتماعي إلى جدية مواهبهم..
أنور الخطيب
حضر الشعر وغاب الأمير
ربما لن اتفق فيما سبقني اليه الشاعر والروائي الكبير انور الخطيب فقط بل أزيد عليه أن لجنة التحكيم ليست ذو مصداقيه وان هناك الكثير من الهمز واللمز في صعود الشعراء ولم يكن ابدا الشعر هو البوصله بل هناك مآرب اخرى من وراء اختيار الشعراء ولي تجربه سابقه مع اللجنه وكنت حاضرا شاهدا على الكثير من التجاوزات التي حدثت في العام ٢٠٠٧ وفي العام ٢٠١٠ ولي قصة ظريفه شهدها الروائي الكبير واسيني الأعرج وبطلها أحد أعضاء لجنة التحكيم الذي في جلسة خاصه اكد احقية قصيدتي بالوصول الى المرحله النهائيه وعند لقائي باللجنه كان اول من انكر ذلك لسبب يعلمه جيداً هو بالذات رغم ان وصولي توقف على صوته فقط على العموم المسابقه ضخمه وكبيره ومهمه وكان يمكن ان تكون اكثر اهميه لو جعل القائمين عليها في كل عام لجنة جديده حتى يكون هناك مساحه اكبر من التنوع في قراءة النصوص
طالما أن اللجنة لم تتغير سيبقى الحال على ما هو عليه، أحترم آراء الدكتور علي بن تميم، لأنه صادق في رأيه، ولا ينافق، وعلى المسابقة أن تتعامل مع الشعر فقط دون مؤثرات أخرى، سلمت ودمت أخي الشاعر فايز، ودام إبداعك (أنور)