قصيدتان عن لوسي

قصيدتان عن لوسي

قصيدتان عن لوسي      words worth

شعر: ويردزويرث

ترجمة: عادل صالح الزبيدي

وليم وردزويرث (1770-1850) من كبار الشعراء الانكليز ومؤسس الحركة الرومانسية حين أطلقها في انكلترة هو وصديقه الشاعر صاموئيل تيلر كولرج بإصدارهما أول مجموعة شعرية رومانسية بعنوان ((قصائد شعبية غنائية)) عام 1798 احتوت قصائد جديدة في لغتها وصورها وموضوعاتها وتضمنت المقدمة التي كتبها الشاعر لطبعتها الثانية (1800) أفكارا جديدة حول اللغة الشعرية مشددا فيها على أهمية تخليص الشعر مما لحقه من جمود وتحجر خلال القرن الثامن عشر وعلى ضرورة عودة الشاعر إلى استخدام “لغة الناس الحقيقية”، فضلا عن احتوائها تعريفه الشهير للشعر بأنه “فيض عفوي من المشاعر الجياشة التي تنشأ من انفعالات يجري استذكارها في حالة سكينة.” من بين ما احتوته تلك المجموعة الهامة في طبعتها الثانية اربع قصائد كتبها الشاعر عن فتاة جميلة اسمها لوسي حين كان في المانيا بين عامي 1898 و 1802 ثم كتب قصيدة خامسة عن لوسي ايضا فأصبحت تعرف بـ”قصائد لوسي.” تتناول القصائد موضوعات اثيرة لدى الشاعر مثل الجمال والطبيعة والحب والموت وتتسم عموما بنفس رثائي واضح. ثمة تكهنات وتأويلات واستنتاجات مختلفة حول شخصية لوسي الحقيقية إلا انها تبقى عموما شخصية من نسج خيال الشاعر تمثل بالنسبة له اداة من ادواته الفنية التي يستطيع من خلالها خلق وابتداع عوالمه الشعرية المتخيلة. نترجم هنا اثنتين من هذه القصائد الخمس.

1

عرفت نوبات عشق غريبة:

ولن ابوح،

إلا في اذن عاشق،

بما حل بي يوما.

حين بدت تلك التي احببتها

يانعة كوردة الربيع كل يوم،

سلكت طريقي الى كوخها،

تحت قمر المساء.

وتحت ضوء القمر،

اثبت ناظري على امتداد المرج الواسع

ونحو تلك الطرق الأثيرة لدي

دنى حصاني مسرع الخطى.

وحين بلغنا ارض البستان؛

ثم تسلقنا التل

اقترب القمر الغاطس

من كوخ لوسي اكثر فأكثر.

ونمت في حلم

من تلك الأحلام الجميلة،

انبلِ نـِعـَم الطبيعة الحنون!

وطوال الوقت

اثبت ناظري على القمر الهابط.

واصل حصاني مسيره؛

رافعا حافرا بعد حافر

ولم يتوقف قط:

حين سقط القمر في الحال

خلف سقف الكوخ.

اي هاجس ووساوس

ستنسل الى داخل رأس عاشق!

فصرخت مع نفسي

“رحماك يا الهي!

ان كانت لوسي ميتة !”

2

كانت تعيش بين دروب

لم تطأها قدم قرب ينابيع نهر ((دوف))

عذراء

لم يكن احد ليغازلها

وإلا القليل ليعشقها.

زهرة بنفسج جنب حجر تكسوه الطحالب

نصف خافية عن العين

— جميلة مثل نجم

حين يكون الوحيد مشرقا في السماء.

عاشت مجهولة،

ولم يعرفها إلا القلة

حين توقفت عن الوجود

إلا انها الآن في قبرها،

اوه، يا للفرق عندي !

>>>>>>

عن (دنيا الوطن)  http://pulpit.alwatanvoice.com/articles/2015/05/25/367251.html

اترك تعليقاً