مسافة أن تمدّ لي يديك    شعر : إيمان زيّاد

مسافة أن تمدّ لي يديك شعر : إيمان زيّاد

مسافة أن تمدّ لي يديك

سأخرجُ من ذاكرة البيت؛
على هيئةِ شمعة لافندر أبكي أمامك،
أو فساتينَ تحبسها في زنزانةِ ملابس
أنفاسها الُمتقطّعةُ عطري،
أو بقايا كعكةٍ ناجحة
على المنضدة
تغرزُ بوجهي المشقرّ سكينًا،
أو ربما فُقاعة صابون
ترافقني في الهواء أسئلتك الجارحة،
أو كثمارِ بحرٍ أباركُ الشوكةَ بصمت
قبل أن أذوبَ في فمك،
لعلّني سأخرج كجثّة درويشيّة
تسبّح بها “الجزيرةُ” بلا توقّف
بلا جثّة
ريثما تُفرغ صندوقَ السّرير لجثتي،
سأخرج من قعرِ فنجان “أم كلثوم” الطافحِ بالقهوة
كحظٍ ناجٍ، كخطٍ قصيرٍ للسفر
أو كيدٍ ترتجف
البردُ ونظرتك الآن يُربكانها،
أو مثلَ معطفٍ مُعلّقٍ كمديرٍ عام؛
أمام حمّاك
أربتُ بحاجة المنكمشين عليك،
ليُحرقَ كفّ قلبي،
سأخرج على هيئة رفٍّ مهمل
لم تثبّتْه على الجدار
ولم ترفعْ عليه مُقلتيّ في الغياب
ولم تُذقْ إلا أصابعي قوة َالمطرقة
لتبدأ العشرة مشيةً عسكريةً،
تحاصر ما تناثر من قلقي؛
سأخرج من أيِّ شيءٍ
وكلِّ شيءٍ
لأندسّ في فراشي
كأيِّ طيفٍ مشرّدٍ
مجهولةٌ خطاه،
لم يفتح له الله ممّراً إلى السماء بعد
سأخرج من أيِّ شيءٍ
وكلِّ شيءٍ؛
كي أشاركَ قبّرة على السياج
توتّر الصيّاد
كي أرشّ ملحًا على وجه بحر غريب
كي لا تُجنّ (نورسة)هناك
تركتْ على كتفي
ريشتها الصّادقة
كانت كلُّ ما أتاها الله من اتزان،
وفي التّلال على الجدار بيننا
صقرٌ يحوم
ومسافةُ أن تمدَّ لي يديك
قد أموت
قد أموت
قد أموت

اترك تعليقاً