حول القديس فالانتين ،الحب، علاقات الخيانة ،… وأشياء أخرى ..
انطوان يزبك
تحلٓ ذكرى عيد القديس فالانتين هذا الأسقف التقي الوديع، الذي استقدمته شبكات التجٓار في العصر الحديث من التاريخ و قاموا و “شبكوه “مع بدعة عيد العشٓاق كما يحصل لشبكة كهربائية مع محوٓل لتوليد الطاقة و عليه يهرع العشٓاق في هذا العيد إلى المتاجر حيث يتخبٓطون في همكة شراء الهدايا : الورود و ألواح الشوكولاتة والدببة (التي تنتهي مرميٓة في حاوية القمامة معظم الأوقات في اليوم التالي ) وكأن ثمٓة ما يعمي الأبصار ويمنعها من رؤية المسائل المهمٓة والخطرة في العلاقة بين الرجل والمرأة !!…
من عقود بعيدة ، وعلم النفس يحاول أن يشرح طبيعة العلاقات بين الذكور والإناث،و ذلك من خلال دراسة تفاصيل علاقة الحب والميول والانجذاب والعلاقات النفسية والجسدية ، من أجل معرفة طبيعة هذه العلاقات و ما اذا كانت منقوصة، متفاوتة ، متبادلة، متعادلة أو حتى متكاملة في اي ظرف كان و من خلال احتمالات وطروحات متعددة .
ولكن في حقيقة الأمر هنالك ما هو مستور عنه في مسيرة الحب و أشجانه ، والباطن أكثر بكثير من الظاهر . ولكن علينا أن ندرك بشكل واضح وبديهي أن مصير أي علاقة ، يعتمد على ما يصنعه الرجل والمرأة من خلال التفاهم بينهما و بناء حبهما او كيف يدمٓرانه ، وقد قال دوستويفسكي أن الذي يحب أكثر هو الذي يتحمٓل ويعاني أكثر كما يترتب عليه دفع الأثمان غالية و يقوم بالتنازلات الكبرى ، للحفاظ عليها .
بينما الشريك الآخر المستهتر المعتاد على اللامبالاة ، يهدم كل شيء ويهدد العلاقة بالتمزٓق والانهيار ، حين يبدأ يتصرف بحسب ما يطلق عليه : الاستبداد العاطفي و هو متعدد الوجوه ، من مثل الغيرة والشجار والمشادات الصاخبة وصولا إلى أخطر أمرين على الإطلاق وهما :
العنف الجسدي والخيانة الزوجية ….
في مسألة الغيرة وهي أهون الشرٓين يقول” دايل كارناغي” أول من ألف كتبا في التنمية البشرية والنصح والإرشاد السلوكي ، ما يلي :
“لا تكره من يغار منك بل احترم تلك الغيرة فيه لأن غيرته ليست سوى اعترافه بأنك أفضل منه “.
هذا حلٓ مفيد للغيرة وقد استعمل كارناغي فعل : ” احترم ” وكم من المشاكل يمكن أن تذلل من خلال الاحترام والمحبة والعاطفة والتفهٓم بين الشريكين فتحلٓ المشاكل بسرعة ويتحاشى الأزواج الخناقات والمشاكل الكبيرة العقيمة الصاخبة و المستعصية .
لكن تبقى الخيانة و هي الافظع بين الزوج والزوجة او بين حبيبين تواعدا على الارتباط ، لأن بناء الثقة يتطلٓب سنوات طويلة وجهودا جبارة وبحث متواصل عن الأمور المشتركة التي تبني العلاقة ولا تهدم وحين تحصل الخيانة تسقط الثقة في غضون ثوان وتتهشم كلوح زجاج و تتحول الى بودرة .
قصة الخيانة لها مرويات و عذابات لا تنتهي وقضايا تشبه حكايات الف ليلة وليلة ،تتحدث الروائية أحلام مستغانمي عن تباهي الذكور في مدينتها بمغامراتهم العاطفية ولكنهم يتباهون بشرف زوجاتهم ، فتتساءل أحلام مستغانمي قائلة اذا كل الرجال يقيمون علاقات غرامية وكل الزوجات شريفات فمع من يزني هؤلاء !!
الخيانات تحصل الآن بكثافة وهي معاناة مستمرة ولا حاجة لأن نشغل محرك غوغل لندرك ذلك بولسطة الاحصاءات ، المهم أن نعترف بها في عقليتنا الشرقية المتنازعة بين الخير والشر والمقدٓس والمدنٓس لأننا نعيش في حالة إنكار دائم للخيانة التي تؤلم وتسبب حروقا لا تشفى .
يقول لاروشفوكو الخيانة تأتي عن عجز وضعف ، ويعزوها غيره إلى الغريزة او الى طبيعة في البشر وهي عدم الاكتفاء بشريك واحد ، أم انها تنتج عن اسباب كالرغبات الجنسية والانتقام والعقد النفسية كعقدة الدونية وغيرها.
في هذا المجال ؛ قال أحدهم أن الانتقام مفتاح الخيانة لدى المرأة والرغبة هي مفتاح الخيانة لدى الرجل ولكن لا أرى فارقا بين الرجل والمرأة في الدوافع مهما كان السبب فالرغبة والانتقام يتساويان في الرجل والمرأة يدفعانهما الى الخيانة !!!
لن يوافق عدد كبير من الناس على محتوى المقالة وسيقولون كذا وكذا ويحكون عن قدسيٓة كامنة في الحب والأخلاق والارادة البشرية المرتبطة بالإيمان والمناقب والورع الديني خاصة في الزواج الروحي ، حيث التضحية والمحبة والاخلاق لا شك بذلك ، ولكن الخيانة منتشرة كالنار في الهشيم في كل مكان وزمان و بكثافة أيضا و في موعد عيد الحب المختلق اقتصاديا تسقط ورقة التين وتظهر الخيرات .. !
ليس الهدف اثارة الموضوع او إيجاد حلول، لمجرد تناول المسألة من اي زاوية كان ، فالأمر بكل بساطة هو للتذكير بخفايا النفس البشرية التي تسعى إلى زرع الأقنعة وغسل المعصية وتزيين الرذائل ببعض باقات من الورد وهدايا ترخص مهما كانت ثمينة أمام سفالة الإنسان و ركضه لإشباع ملذاته أكان رجلا أو امرأة وتذكروا يا أحبائي ، ثلاث توجع القلب :
حبيب يغيب
حبيب تتصل به فلا يجيب
وغدر الحبيب….
وكل عيد سان فالانتين و أنتم أوفياء ….