نحن نكبر…
نحن لا نكبرُ
حين نحصي السنينَ على راحةِ الكفِّ،
ولا حينَ يهرمُ ظلُّنا
فوقَ الأرصفةِ المهجورةِ،
ولا حينَ تتهجّى عيونُنا
أسماءَنا في مرايا غريبةٍ،
ولا حينَ نحسبُ الأيامَ
على وَقْعِ تجاعيدَ تنمو بلا موعدٍ.
نحن نكبرُ…
حينَ نُنادي ولا يسمعُنا أحد،
حينَ نمدُّ أيدينا للغائبينَ فلا يعودون،
حينَ نحملُ أسماءً أثقلَ من قلوبِنا،
وحكاياتٍ لا تجدُ من يُصغي لها.
نحن نكبرُ…
حينَ تُسرقُ ضحكاتُنا
في زحامِ الخيبات،
حينَ نُطفئُ الأضواءَ
خشيةَ أن نرى وحدتَنا بأمِّ العين،
حينَ نُقنعُ أنفسَنا
بأنَّ الطرقَ المكسورةَ
لم تكُن لنا منذُ البدءِ،
وبأنَّ الأيدي التي أفلتت،
لم تُخلق لتُمسكَ بنا.
نحن نكبرُ…
حينَ نبتسمُ
وفي داخلِنا ألفُ جرحٍ يتثاءب،
حينَ نُربّتُ على قلوبِنا
كأنّها أطفالٌ يتيمةٌ،
حينَ نتعلَّمُ أن نغلقَ النوافذَ
في وجهِ الأملِ،
لأنَّ الريحَ التي تأتي بهِ،
تأخذُ منّا ما هو أكثر.
نحن نكبرُ…
حينَ يصبحُ الفقدُ عادةً،
حينَ تصيرُ الذكرى حجراً في الجيبِ،
حينَ نمرُّ بالطرقاتِ التي شهدتْ فرحَنا،
ولا نلتفتُ كي لا نبكي.
نحن نكبرُ يا صديقي
محمد بن حمودة /نحنُ