لست قارورة عطرك
**********
عبثًا يحاول كسرها
يرسمها ظلًا على قارورة عطر
من زجاجٍ شفيف
كخجل خدّينِ موردينِ
كشقائق النعمان
ثغرٌ باسمٌ كالأقحوان
ونظرة عينين
تمضغان الصمتَ كحبةِ لوز
يرسم
نهدين نافرينِ
لا يعرفانِ سوى الغوايةِ مرفأً
وخصرٍ يتلوّى غنجًا
يتلظّى من الهوى دلالًا
كأنما يدور عليه مدارُ الكونِ
يحنّ إلى اكتشاف تفاصيلَها الصغيرةِ
يمضي يراقصُ الأوهامَ
على جسدِ الخطيئة
يرسمها جُندًا من جنودِ الجان
وأحبولةً للشيطان
على قارورةِ عطرٍ
ينتشي بها في خيالهِ حينًا
يتوهّم لملمةَ شظاياها
وخوضَ بطولاتٍ على سريرِ
الريحِ والعار
يحاربُ طواحينَ وهمِه
والشرَّ النائمَ في عينيه
متعبًا، حائرًا
يسكبُ روحه على الفراغ
ويزحفُ نحوَ الشيطان
لاحتواء الضياعِ والعدم
لتُقِرَّ وتكفِّرَ
عن ذنبِ لمعةِ عينيها
وعن سرِّ ابتسامتها
*******
عطري معي، سيدي
قالت
قارورتك لا تعنيني
اكسرْها وقتَ تشاء
كما تشاء
ارمِ بها في مجرى الريح
أو علّقها على مشنقةِ الذكرى.
رائحتي ليست فلا، ولا ياسمينًا،
هي أنفاسُ المعنى
وروحُ قصيدةٍ
تحلّق بلا أجنحةٍ
فوق البساتين
سبعةُ متون
سبعةُ بحور
سبعُ أراضٍ
سبعُ سموات
وسبعٌ…
وسبعٌ…
عطري
نجمٌ
وضياء،
وأصلُ البدايات
ونبضُ الحكايات
وآخرُ المدى.
تحرّرْ مني
ومن أصفادِ وَهمِك
وفُكَّ قيدَك
أنا الأصل
ولن أكونَك
أنا التي لا تُكسر
ولا تُختصرُ
ولا تُختزلُ.
ما بها قدماك
تلتفّان حول خطاي؟
تحاولُ مراوغتَها،
لكن المدى البعيد
يسابقني،
وأسبقُهُ إليّ.
أجدُني، ولا أجدُك،
تعثّرتُ، ونهضتُ،
كنتَ مجردَ شاهدٍ
على خيبتِك،
وكنتُ صعبةَ الكسر،
غصّةً في الحلق،
وتنهيدةً يتوسّدها الفجر.
الماجدة