ايلون ماسك…إلى أين ؟؟
انطوان يزبك
منذ أن سطع نجم ايلون ماسك على السٓاحة العالميٓة. وأنا أتناول سيرته وإنجازاته في سلسلة من المقالات .
قلت حينها في سريرتي؛ لندخل عقل هذا الرجل وندرسه عن كثب، ونحاول فهمه واستقراء ما يريده وما هي توجهاته و مشاريعه . إذ بدا يومها وكأنه يحارب من أجل التقدم واستعمال التكنولوجيا لخدمة البشر والعمل لأجل بيئة نظيفة والحدٓ من التلوٓث وهدر الطاقة والمواد الأوليٓة بواسطة الطاقة المتجددة .
ولنا نحن البشر أيٓها الاحبٓاء ، زاوية خاصة في دماغنا أطلق عليها اسم “زاوية الأمل والانتظار من البشر ولو أتانا منهم كلٓ أنواع الضرر “وهذه الزاوية تعمل كالتالي :
كلٓما ظهر عالم او سياسي أو أي شخصيٓة مشهورة عالميٓا ،نتطلع اليه ونعتبره منقذا او مرسلا او بطلا او حتى نسبغ عليه صفة النبوٓة !!..
ونبدأ نقول ها هو ، ها هو يا عالم : المنقذ المنتظر ، وقد غاب عنا أن لا أحد فوق ربٓ الكون والخلق مهما علا شأنه !!
هكذا بدأنا نمارس طقوس عبادة ايلون ماسك ،الرجل الذي لا تعرف أحلامه حدودا صانع الصواريخ وصاحب شركة
ال Space X العظيم الجبٓار وشركة تيسلا و مشاريع الطاقة المتجددة والذكاء الاصطناعي…الخ ..
ايلون ماسك هذا الذي، عوٓلنا عليه أنٓه سوف يقيم لنا الفردوس على الأرض بواسطة آخر ما ابتكره العلم والعلماء، ليجعل من حياة الإنسان، حياة رفاهيٓة و بحبوحة و أمان وسعادة ، تبيٓن لنا أن كلٓ وعوده ذهبت هباء ، إذ ما أن انتخب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية ، حتى برز ايلون ماسك الرجل الأول في ظلٓ الرئيس الأميركي، وكأنه كما نقول في تعابيرنا (الكلٓ بالكلٓ) أو (الماين و المصطرف ) اي الذي يمون ويتصرٓف في كل صغيرة وكبيرة وحده من سائر البشر ، وبدأ يصول ويجول فوضع يده على منظمة( يو اس ايد) الخيرية العالمية والتي توزع مساعدات على الملايين من البشر حول العالم في كل الميادين :
التربية و التعليم ،الغذاء ،الطب و العناية الصحية ، الإغاثة ، البناء والري والزراعة وكل شيء .. والاخطر من كلٓ ذلك أن ماسك وضع يده من خلال مساعديه على الخزينة الأمريكية وصار متحكٓما بمليارات الدولارات التي تشكل العائدات الحكوميٓة للمتقاعدبن و رواتب موظفي الدولة الفدرالية والجيش والدفاع والتأمين الصحي ، اي كل شيء بدون استثناء وهذا أمر بالغ الخطورة أن يتحكم إنسان واحد بمصائر ملايين الأشخاص، نعم ايلون ماسك هو الحاكم الفعلي الآن .
لم نعد بقادرين على تتبع الأخبار عن عمليات وضع اليد التي يقوم بها ماسك في الباطن والعلن ومطالباته الشركات العالمية بالمال او التبعيٓة حتى ‘ وصلت مواصيله” إلى شركة “ليغو ” للألعاب، و غيرها فمن ناحية ترامب يطالب بضم الأرض والقارات والجزر والبلدان ومن ناحية اخرى ماسك يطالب بضم الشركات والوزارات والمؤسسات الحكومية والوطنية والخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية وخارجها على حدٓ سواء !!!
و كأنٓه التنين في الملاحم القديمة يهمٓ بابتلاع الكون ، وحش ضار يهدف إلى ابتلاع كل حبة تراب على أديم هذا الكوكب ومن يدري ما إذا كان ينوي التوسع إلى استعمار الكواكب المجاورة و ربما ابعد إلى مجموعات شمسية ومجرٓات أخرى بعيدة…
وبعد ، صار لزاما علينا أن نطرح السؤال الشهير الذي أطلقه وليد بيك في ذروة مرحلة صعبة من تاريخ لبنان الحربي المتخوم بالمعارك والقتال والمآزق العويصة : إلى أين ؟!!
إلى أين يا ايلون ماسك إلى أين ؟!!…