سأبقى في انتظاره عند الساعة الخامسة
يحيّيني بكفيه المضيئتين:
السلام عليك أيها (المغيّب الناجي من التأويل)
يا صاحب (العشق المزمن)
وأردّ على عينيه الجليليتين
وعليك السلام يا طائرَ الجنوب
وعاشقَ الدفلى المعطرِ بالرصاص
السلام على وابل الأمل…
سانتظره إلى ما بعد الخامسة
وأسمَعُه إلى آخر ضوء في المقل
كل حرفٍ منه قصيدة
كل صرخةٍ منه نشيد وطنيٌ
وما بينهما أوقظ جدتي من موتها
ألفّها بأحلامها
أرتب أغنيات عودتها في حقيبة الصباح
في انتظاره، كي يطل في الخامسة
وأجمع الروح في حاسته السادسة
أنور الخطيب
من الساعة الخامسة إلى كلّ الوطن!!
السلامُ على قصيدةٍ مستحضَرةٍ في التأويل.
السلامُ على شاعرٍ حاضرٍ في تأويل انتمائه، يحيّي مناداه بكفّيه المضيئتين، ويردّ على عينيه الجليلتين السلامَ عشقًا يمورُ في وابل الأمل…
بوابل الأمل ينتظره، إلى آخر ضوءٍ في المقَل… قصيدةُ الشاعر كلّ حرفٍ من حبيبه، صرختُه نشيدٌ وطنيّ… والشاعر في انتظاره… إيه يعودُ في حقيبة الصباح، أنتظره حتى الساعة الخامسة… حتى كلّ الصباح… يطلّ عبر حاسّته السادسة!
أبدعتَ أنور الخطيب، بدا لكَ الحبيبُ يعود إليك… تقربه منتظرًا… وطنٌ في قامةِ الحبيب، يستعيد أحلامَكَ منذ كلّ الزمن. توقظها من يوم الاستباحة، قومي طاليثا… فتيّةً جدّتي تعالَي، نحتفل مسافرين في حقيبةِ الزمن، إلى صباحاتِ الأيّام الحلمناها، أردناها… نصنعها اليوم معًا… ونردّ إلينا الروح… حياة!
رمزيّةُ القصيدةِ وحيٌ شاعريّ، قلتَ فيه فوق النبض الوطنيّ… كلّ المحرّمات الآن الآن، حلّلتَها… تحلّلتْ. دلالاتُ فكركَ اللامكبوت شفّرتَها… لا أعطيكَ شهادةً شاعريّة أنتَ ملهمُها…
الساعةُ الخامسة، كلّ الزمن جمعُ الروحِ في حاسّته السادسة… تلكَ الجموحُ إلى اللا نهايات الزمن… هذا الوطنُ الأرضُ الرميم… مكاناتُها حسّ الانتماء العابر انكسارات الحدود!
نشيدُ العودةِ تعزف ألحانَه، تغنّي كلماتِه. الحبيبُ المغيّبُ عن التأويل، الوطن العشقُ المزمن… شعرُكَ أنورُ كلُّه… أجراسُ عودتكَ تقرعها احتفاءً بكَ انتظاراتٍ تتحقّقُ!!
قيلَ في محمود درويش: “كان عازفاً عبقرياً لكل آلات الرمزية”. قصيدةُ أنور هذه إثباتٌ للمقولةِ في درويش، لاعبةٌ على أوتارِ الرمز اليجدُ كينونته في العشق… كأنّما القصّةُ (القضيّةُ) المغنّاة، الواحدة في الشاعرين، هي الرمزُ في كلّها. في قراءتي، أنور الخطيب يحيا رمزَه هويّةً شاعريّة باسمه. الأنا الأنوريّةُ الصورةُ الشعريّة في ملء. تقرأ القصيدةَ في تأويلاتها المتعدّدة، تأخذُكَ في عالم أنور الشعريّ على أجنحة الجمال، أأصبتَ مرسلتَه الحقيقيّة أم انزحتَ في الدلالات. تلكَ الساعة الخامسة وتيكَ الحاسّةُ السادسة، انفتاحٌ على الشروق الإبداعيّ في الأفق اللامحدود!!
عاصيةٌ على الجمود وطنيّةُ أنور، الوجدتْ أرضَها البكر شعرَه الدائم!