“مجد الصمت”
كل المجد
لمن اختار الصمت
في حضرة الكلام
حينما كانت الكلمات
تشتعل في الفم
وكان بإمكانه ان يلفظ
الألم
وأن يقول أسوأ الأوجاع
ويكشف كل ما في القلب من كدر.
لكن الصمت كان له دربًا آخر
طريقًا من نور
فيه سكون
أصعب من الكلمات الجارحة
أعمق من سيلٍ جارٍ من الدموع.
حينما تجتاحني الرياح
وأشعر بأن كل شيء قد تكسَّر
أحتفظ بالصمت كحصن
يحولني إلى قوة، لا تُقهر.
حينما تتطاير
الكلمات الجارحة كسهام
أظل صامدًا
لا أردِّد إلا الأمل
لأنني أدركت أن الصمت هو الأسمى،
حين تُوجَّه الي رياح البغضاء
أغربُ إلى المدى البعيد.
لكل صمت في زمن الألم
حكاية لا ترويها العيون
حكاية رجل اخترقته الكلمات
لكنه فضل السكون كجوابٍ أسمى.
ففي الصمت مجدٌ عظيم
أكبر من أي كلمةٍ تنزل الجراح
وأعلى من أي صرخةٍ تنكسر
هو الحكمة المخبأة بين الشفاه.
محمد بن حمودة