لمياء شعر:كريم معتوق

لمياء

ولَمْيا تجيءُ بأجمَلِ وجْهٍ
وأجملِ صوتٍ تهادَى غِناهْ
كأنَّ الجزائرَ فيها أقامَتْ
جميعَ النقائِضِ والمُغرَياتِ
جلالاً جمالاً مماتاً حياهْ
كأنَّ “بُحيْردَ ” قبلَ الرحيلِ
أعارَتْ للمياءَ منها إباءً
ومدَّتْ شُموخاً وأهْدَتْ جِباهْ
ولمياءُ ترفعُ ثوبَ القصيدةِ
مِن غيرِ ماءٍ
وتمسكُ أطرافَهُ بالشِّفاهْ
كأنّي “ببلقيسَ” تدخُلُ عرْشاً
إليْها
وظنَّتْ بأنَّ سِواهْ
ولمْ تدْرِ أنَّ القصيدةَ منها
إليها عليها ،
وما ضاعَ منها سِوى الإنتباهْ
*******
وتُملي عليَّ مِن الشعرِ حتى
رأيتُ امرأَ القيسِ يَنْهَلُ منها
وراحَ يجدِّدُ فيها هَواهْ
يُبدِّلُ شِعرَ قِفا نَبْكِ ذكْرى
ويختارُ أعْطافَ لمياءَ وحْياً
بلا طللٍ ينْحَني لرِضاهْ
و”طرفةُ ” قامَ وبانت سُعادُ
رأيتُ قبيلةَ شعرٍ تُعادُ
ولمياء وحْيٌ ولا صوتَ منا أراهُ احْتَواهْ
وكنتُ أراقِبُ بالسرِّ وجهاً
بغَمّازتيْنِ تقيمُ النعومَةَ في جانبيْهِ
يصوغُ القوافي على مُشْتهاهْ
ويخجَلُ حَرْفي فما قالَ فيها
” أوديسةَ ” شعرٌ تَليقُ بلمْيا
تطولُ كأنَّ القُصورَ اعْتراهْ
فألْمحُ بالعينِ حزناً جديداً
طريّاً يبلِّلُ مَن قد يَراها
وفاتَ الكثيرُ لمَن لا يراهُ
ليسألَ كيف ؟ وماذا اعتلاهْ
فلمياءُ تمتَدُّ في الأرض عشباً
على الماء ماءً
وفي لهجةٍ كالقوافي جمالاً
تقولُ المياهْ
وكانت يداها سنابلَ قمحٍ
وكفِّي بها جوعُ فقْرٍ ويُتْمٍ
فمُدِّي العَطايا رعاكِ الإلهْ
وكنتُ أُحاذِرُ قوْلَةَ أفٍّ
وأصغَرَ مِنها
وأصغَرَ باللفظِ مِن قولِ آهْ
لكي لا تراني مُحاطاً بيأسٍ
وأخصِفُ مِن شجرِ الإنتظارْ
على عوْرَةِ الشوقِ كي لا تراهْ
أحِنُّ بلا مَرفَأٍ للحنينِ
كشيخٍ تمادَتْ به الأمنياتُ
وحيداً تُحيطُ الظِّلالُ صِباهْ
بِتِيهٍ كما تاهَ أتباعُ موسى
وليسَ معي العِجلُ كيما يُقالُ
بيَ: السامِريُّ بلمياءَ تاهْ

اترك تعليقاً