شِتاءاتُ الْمَدينَة
خَيْمةٌ بالِيَةٌ بِحَجْمِ وَطَن
لِحافُ مِنْ مَواصي وَجوع
دَثارُ بَرْدٍ وَإزارُ ريح
سَريرٌ مِنْ ماء وطين
وَنازِحونَ بِثِيابٍ خَفيفَة.
شِتاءاتُ الْمَدينَة
خُضارٌ ناحِلَة
فاكِهةٌ مُنْهَكَة
جُرْحُ طازَج
نَصْلٌ مَصْقولٌ فَعّال
وَسِكّينُ مِطْبَخٍ لِلنّاجين.
شِتاءاتُ الْمَدينَة
قَذيفَةٌ تائِهَة
صاروخٌ ناضِجٌ وَمُوَجَّه
رَغيفٌ مُغَمَّسٌ بِالدِّم
أُمٌّ تَعُدُّ أَطْفالَها
وتَطْهو خَيْبَةَ الْمُفاوِضين قَبْلَ أَنْ تَنام.
شِتاءاتُ الْمَدينَة
مَوْتٌ بِلا وَداع
أَشْلاءُ بِلا عَناوين
نُعوشٌ بِلا جَنائِز
قُبورٌ بِلا شَواهِد
وَطِفْلةٌ تَسْأَلُ: مَتى سَيعودُ بابا؟
شِتاءاتُ الْمَدينَة
أَرْواحٌ باردِة
عُروقٌ مُتَجَمِّدَة
أجْسادٌ زَرْقاء
قُلوبٌ فارِغَةٌ تَرْتَجِف
وَعُيونٌ تَنْظُرُ في السَّماء.
شِتاءاتُ الْمَدينَة
هُدْنَةٌ كَذّابَة
خَشْخَشَةُ السَّجائِرَ الْمَقْطوعَة
عِندَ كُلِّ فَجْرٍ في صُدورِ الْمُدخِّنين
جِزْيَةُ الْفَتْحِ الْمُبين
وَقَرْنُ فُلْفلٍ أَخْضَرَ وَحارّ
في عَقْبِ كُلّ مَنْ سَيَقول انْتَصرْنا.
…مُحَمَّد…