أَيَّتُها الْمُتَعَجِّلَة
أَيَّتُها الْمُتَعَجِّلَة
تَمَهَّلي قَليلاً، أَوْ تَقَهْقَري
فَالْعَتَبُ عَلى الْأَقْدام
انْتَظِري قَليلاً
لِأَعُدَّ آخِرَ فِنْجانِ قَهْوَةٍ لِلنُّجوم
لِأَغْوِيَ الْقَمَرَ
فَأَسْحَبهُ مِن أَنْفِهِ الطّويلِ إلى شُرْفَتي
وَأَدْعُوَ كُلّ بَناتِ اللَّيْلِ إِلى خَيْمِتي
انْتَظِري قَليلاً
لِأُجَهِّزَ عَشاءً أَخيرَ
لِأُدَوْزِنَ خُطوطَ التّانْغو
فَأَمُدَّ يَدي إِلَيْكِ
وَنَرْقُصَ السامْبا
تَحْتَ سَقْفِ اللَّيْلِ
دونَ الْحاجَةِ لِسجّادَةٍ حًمْراء
أَيَّتُها الْمُتَعَجِّلة
تَعَثَّري قَليلاً
لا تُطْفِئي شّّمعَ ذاكِرتي
لا تَخْلَعي عَنْكِ مَلابِسَكِ الدّاخِلِيَّة
وَلا تُسْرعي أَكْثَرَ مِنْ وَقْعِ الْموسيقى
فَما زالَ في الْوَقْتِ مَكان
انْتَظِري قَليلاً
لِأَلْتَقِطَ عَيْنيًّ مِنْ مِرْآةِ خَصْرِك
لِأَنْزَعَ بَقايا قَميصي الْمُلتَصِقَةَ بِجِلْدِك
فَأَتَعَرّى مِنْكِ، ونَغْتَسِلَ جَميعاً
بِخَمْرِ السَّماءِ
ثُمَّ نَأْخُذ صورَةً جماعِيَّةً لِأَشْهى وَداع
أَيَّتُها الْمُتَعَجِّلَةُ
لَمْ يَبْقَ في الْوَقْتِ بَقِيَّة
وَلَمْ نُكْمِل اللُّعْبَةَ بَعْد
فَانْتَظِري قَليلاً
أَوْ أَنْتَظِر أَنا
انْتَظِري قَليلاً
انْتَظِري حَتّى تَنْتَهي الْإبادَة
لِأَرْبِطَ الطّائِرَةَ الَّتي تَجْعَرُ في رَأْسِك
مِنْ جَناحَيْها بِالْقَصيدَة
وَالْقَصيدَةَ بِشاعرٍ
وَالشَّاعِرَ بِوَرَقَةٍ
وَالْوَرَقَةَ بِشَجَرَة
لِأَقومَ بِهَزِّها بِعُنْفٍ عِنْدَ الظَّهيرَة
حينَها سَوْفَ تَسْقُطُ قَصيدَتي كَتُفَّاحَةٍ
ناضِجَةٍ في حِجْرِك على بابِ خَيْمَتكِ
مَعَ أَوَّلِ قَذيفَةٍ طائِشَة..