إلى صديقي الذي يحاول إقناع نفسه – وربما الزمن – أنه لا يشيخ،
أتعلم؟
الزمن له طريقته في اللعب معنا، أو بالأحرى علينا. يجعلنا ننتظر: ننتظر اللحظات الصعبة أن تمر، ننتظر أن ننسى الخيبات، وننتظر ذلك الغد الذي نعد أنفسنا أنه سيكون أفضل. لكن دعني أخبرك بشيء: الزمن لا ينتظر أحدًا. إنه يمضي بخطوات ثابتة، يأخذ معه عامًا بعد عام، ويترك لنا أثره على وجوهنا وذكرياتنا. نعم، حتى أنت، أيها “الشاب الذي لا يكبر”. الزمن لم يتركك كما كنت تحاول أن توهمنا!
واليوم، في عيد ميلادك، لا يمكنني أن أتجاهل الحقيقة: لقد كبرت! صحيح، ربما تحاول أن تُبقي على تلك الابتسامة اللامبالية، وربما تعتقد أن الزمن لن يقترب منك، لكن الواقع يضحك في الخفاء. العمر يُحسب بالأرقام يا صديقي، وأرقامك تتزايد، شئت أم أبيت.
وصدقني، محاولاتك المستميتة لإخفاء علامات الزمن لا تخفى علينا. نحن نعرف تلك الحيل: تغيير قصة الشعر، تلك النظارات الجديدة التي تزعم أنها “موضة”، وأسلوبك في انتقاء الملابس لتبدو أصغر… لكن، دعني أقولها بكل صراحة: مهما حاولت، لن تخدعنا! نحن نرى ما يحاول الزمن أن يخفيه.
لكن، دعني أخبرك شيئًا مهمًا:
الزمن ليس عدونا كما نعتقد. هو فقط يحاول أن يعطينا دروسًا في الحياة، بأن الجمال ليس في الأعوام التي مضت، بل في التجارب التي حملتها. كل سنة تضيف إليك معنى جديدًا، وعمقًا مختلفًا، وروحًا مليئة بالحياة. الزمن ليس هنا ليأخذ، بل ليمنحنا فرصة لنرى أنفسنا في مرآته بشكل أوضح، وأجمل.
فكل عام وأنت تكبر بنضج يليق بك، وبضحكة لا تتأثر بالأرقام. كل عام وأنت تكتشف أن الزمن، مهما كان ماكرًا، لا يستطيع أن ينتصر على روحك الجميلة. ولا تنسَ: العمر ليس في السنوات التي تمر، بل في اللحظات التي نعيشها بكل شغف وسعادة. وهذه واحدة منها… فاحتفل بها كما تستحق!”