في مقهى همنجواي شعر: ياسر دحي

في مقهى همنجواي
(إلى الشاعر أنور الخطيب )

هناك على مسافة من رصاصة انتظرك
لعلك تجيء حاملاً بندقية الفرح.
هناك رأيتك حاملاً “صنارة المجاز”
تصطاد القصيدة من “شرفة المعنى”.

فالوحي عتمة على مشارف نجمة تخيب.
نجمة يصطادها الغياب و يصطادها المغيب.
نجمة يصطادها الخطيب.

الساعة الآن
نرجس إلا ثلاث بتلات
لا بحر ينجيني
لا “وزن” لكلماتي سوى “خصر زوربا”
لقد خرجتُ من بحر العروض
أخضُّ ضوء الشمس كي استخرج درب التبانة.
ما عادت تكفيني طبلة الفراهيدي.

الخطيب،
هناك على صنّارة المجاز رأيتك،
كنت تستقبل موجك مرتديا معطف البلاغة ليقيك من برد الكلمات وصقيع في المعنى،
تخطط كي تصطاد “رأس القصيدة “من “شرفة اللغة” ومن كوة في البحر وفجوة في الماء.
هناك رأيتك ممدداً على “سرير الوحي”
تشرب من كأس الشعر، كأسٌ نصفه تفعيلة ونصفه الآخر اسبرين.
كنتَ “تحاولُ مُدُنا كثيرة”، ولا شيء إلا الرماد في سرير أحلامها.

“التفعيلة الآن الرابعة فجرا” عند مفترق اللغة،
ولا شيء يحدث سوى شاعر وقصيدة ونهد في الكلمات.

“التفعيلة الآن الرابعة فجرا” إلا “وسادة في الوحي” تعطل حُلمها لخلل في “حَلمة اللحن” الذي في “مقام الحبيبة”

“التفعيلة الآن الرابعة فجرا” إلا ثلاث بتلات في “نرجس المعنى” و “جسد البلاغة”.

“التفعيلة الآن الرابعة فجرا” إلا طفلا يشعل النيران في هذا النرجس فينام الشاعر مستلقيا في الوحي بلا وسادة في اللغة و بلا وسادة في نرجس الكلمات.

“التفعيلة الآن الرابعة فجرا”
لا ضوء، وأنامل الحروف تكسرت في أضلع الكلمات.

“التفعيلة الآن الرابعة فجرا”
لا شيء سوى “شرايين في اللغة مبتورة” ومدن لا تنام من شدة الوسادة في الكلام والأحلام والأوهام.

“التفعيلة الآن الرابعة فجرا”
والخطيب لا ينام.
Anwar Alkhateeb

اترك تعليقاً