العائد إلى الضاحية   شعر: د. مصطفى سبيتي

العائد إلى الضاحية شعر: د. مصطفى سبيتي

العائد إلى الضاحية
مُتجلبباً قلقي ، تطوفُ بيَ الخُطى ، والدمعُ يغمرُني ..أتَيتْ . لا الخوفُ أنقذني ولا هربي ، هذا دمي في الأرض مسفوكاً ، وذا عصبي .. فببعض أشلائي التقيتْ .. وكأنَّ لي في كل مقبرةٍ أباً أمَّاً أخاً ، موتى .. مع كل مِئذنةٍ نَعَتْ ، صوتا .. أو أن لي سقفاً هوى من كل بيتْ ..
أخطو على اسْفَلتٍ تعاتبني ، فيه ارتعاشاتُ الجراحِ الراعفهْ .. متثاقلاً والحزنُ يُتعبني ، متأبطاً ندمي .. فأنا نذرتُ لكل مهزلةٍ دمي .. وزرعتُ أوجاعي على صخرِ التلال الجُرْدِ أرجو الياسمينْ .. وحفرتُ في عينيَّ أنفاقاُ لمسرى العابرينْ .. ماذا دهاني كي يُبدّدَني العقوقُ صدىً ويجمعني الحنينْ .. متوشحاً صمتي الذي في كل أرجائي يضجُّ على سكونْ .. من كل زاويةٍ ونافذةٍ وقارعةٍ تُهزِّئني ابتساماتٌ وتحدجني عيونْ .. وكأنَّ آمالي التي تهوي عن الشرفاتْ .. صُوَري التي تتوزَّعُ الجدرانْ .. أشلائي التي تتفقَّدُ الأشياءْ .. نحوي زاحفةْ .

اترك تعليقاً