شاعر يقتات جمر فؤاده     شعر: د. يوسف حطيني

شاعر يقتات جمر فؤاده شعر: د. يوسف حطيني

أنا شاعرٌ
يقتاتُ جمرَ فؤادهِ
ويبثُّ جَمْراً في اللّواعجِ بَثّا
والبرقُ أحملُهُ على حرفي
لكي تجدَ المحبّةُ في المدائنِ
إرثا
وأطيرُ فوقَ الغيمِ
مثلَ فراشةٍ تهمي
على وَرد التلطّفِ نَثّا
يشتدُّ لفظي
أو يصير غزالةً
فقصائدي رِئمٌ يُحاور ليثا
لا يزرعُ الشنآن شعري،
فالحجا يزري
بمن ملأ القصائد خبثا
فالشعر لا حقدٌ
ولا دنسٌ
وقد جلَّ القصيد
بأن يمسَّ الرَّفْثا
والشّعرُ لا يُرثى
خلودٌ دائمٌ
وتجدّدٌ
هو لا يموتُ ليُرثى
هاتيك أحلامي
ألوّنها رؤى
في حين يلقى الآخرون الضّغثا
خبّأتُ في شعري
سمينَاً طيّباً
وتركتُ للعادين ذاك الغَثّا
والغيمةُ الشَّقْراءُ
تلبَسُ معطفي خزّاً
وقد لبستْ لدهرٍ رَثّا
لم تنكسرْ يوماً
أمامَ الرّيحِ قافيتي
لكي تبقى القصيدةُ أُنثى
وطني أنا لغة الجمال
حروفُهُا قدسٌ،
يطلّ جمالها منبثّا
ويعانقُ الجبلُ الأشمُّ نجومَهُا
فيطيل فيها من يشاء المكثا
جدي رعى طفلاً
أيائلَ سفحهِا
حتى اشتهى ظئر الغزالة لبثا
وسقى أبي عطشَ الترابِ نزيفه
من بعدما ما حرَثَ البسيطة حرثا
وروت له أمّي رجيعَ حنينها
وروته من دمع الصبابة
غيثا
كانت لنا الأيامُ ثوب طهارةٍ
من قبل أن تُؤوي الثيابُ العِثا
والثوب
ننسجه بنبضِ قلوبنا
ويدُ الأعادي أشبعته نكثا
وطن لنا
صار اليباب مصيره
عبثُ العدا
منه الجمالَ اجتثا
ومنازلُ الأحباب
صارت بلقعاً
والحَولُ ضعفاً
والتجمّع شعثا
والناس جوعى
واللّهى صديانةٌ
مَنْ للعطاش وللبطون الغرثى؟
هاقد مضى عمري،
قطاراً هائماً
نصفاً
يجرّ من الشقاوة ثلثا
أمضي إلى الستين
يتعبني الضنى
عطساً ينافس في الليالي لَهْثا
ولربمّا تجتاحني حمى الرؤى
فتحثني نحو النهاية حثّا
لكنني،
والشعرُ يعلم والورى،
أفنيتُ عمري في المدائن بحثا
ولقد نذرتُ الحرفَ معراجاً
إلى أقداسها،
والنذرُ يأبى الحنثا
ونزفتُ
ما وسِعَت حروفُ قصائدي
ومشيتُ درباً
لا أبالي الوعثا
فإذا مضيتُ
فإنّ لي أمنيّةً
ستطلُّ من قبري،
وتنفث نفثا
أن يأخذ الفينيق ذراتي
إلى أرض القداسة
كي أكونَ البعثا
• يوسف حطّيني

اترك تعليقاً