إلى ضيعتي التي ناف عدد شهدائها عن الخمسين شهيدا… إلى أخواتها القرى في كل لبنان وشهدائها..إلى المدن المدمرة وعلى رأسها مدينة صور المزنرة بالموج…
عيناكِ والليل المسافر فيهما
كرصيف غيمٍ مزّقته الريح
وارتحلت
…غدوتُ مهاجراً
مثل النخيل..
معي حقائبُ من
سرابْ
والليل يرمي شاله فوق الربى
كالمستحيل
على سنابل
بيدري
قبل انعقاد الموعد المكسور
بين القمح والأمطار
والسهل المجذّف في
دجى الأيام ينأى
عن شواطئه
ويغفو مثقلا
بنواتئ السفر البعيد
على قناطرَ من ضبابْ
وعزفت لحنا بين روحي والمآذن
فارتخى وتر الصلاة على جبين الفجر
مقطوعًا هزيلْ
تتنهّد الأمواه من تغريبة الغيمات في جسدي
الضليلْ
مترنّحًا فوق السهوب
أسابق الأصداء
تسرقني التلولْ
ديمًا يعاتبها
الترابْ
وعلى ترنّح خصرك الوسنان
يغمزني النخيلْ
زريابُ يرتق من وريدي لحنه الحيران
يجمع من شتاتي عوده الممتد فوق أنين أندلسٍ
تمزّقه الحرابْ…
مثقوبةٌ تلك الأغاني
جرّح الناياتِ
ما قد وزّعته الريح
من وجع القصيبات
التي ترسو
كأشرعةٍ موانئها الهضابْ