أحيانا نرى بعض الأمور في وضع غير وضعها الصحيح ، والغريب أن المسؤولين عن هذا الأمر متمادين في نفس الأخطاء ولم ينتبهوا لما يقوله الناس من أفراد المجتمع ، وخصوصا في مجال التراث والموروث الثقافي ، وهنا أكرر وأقول أن الموروث الثقافي.. أمانة في أيدي أهله. يا جماعة يقول المثل:”اعط الخباز خبزه لو باقي نصه” ، ارحموا تراث أجدادنا ، الكلام لكل المسؤولين عن هذه الأخطاء.
الموروث الثقافي ليس مجرد تقاليد تُحكى أو أزياء تُرتدى في المناسبات ، بل هو انعكاس لهوية الأمة وروحها التي تتجلى في عاداتها وقيمها وتاريخها. إنه مرآة تعكس عمق التجربة الإنسانية لشعب ما ، وتنقل للأجيال القادمة ما صنعته أيادي أجدادهم من ثقافة وعراقة.
لكن هل تعلمون ما الذي يحدث عندما يُسَلم هذا الموروث لأشخاص لا ينتمون إليه؟ أو لأشخاص لا يفهمون تفاصيله الدقيقة؟
الذي سيحصل هو تشويه للحقائق وضياع للهوية.
إن تسليم الموروث الثقافي إلى أشخاص ليسوا من أهله ، أو يفتقرون للخبرة اللازمة ، يؤدي في كثير من الأحيان إلى تقديم صورة مشوهة أو مختزلة عنه. نرى ذلك عندما يتم عرض الأزياء التقليدية بطرق تُفقدها هويتها الأصلية ، أو عندما تُقدم المأكولات الشعبية بتغييرات تفقدها طابعها المميز ، وغيرها من الأمور.
إن نقل الموروث الثقافي ليس مجرد أمانة ، بل مسؤولية ثقيلة. أهله هم الأقدر على تقديمه كما هو ، دون تشويه أو إخلال بقيمته. عندما يتم تسليم هذه المسؤولية لمن لا يعرفه أو لا ينتمي إليه ، فإن النتائج تكون كارثية: فقدان الهوية ، واستغلال الموروث بطرق سطحية تجارية ، وتشويه الصورة الحقيقية للشعوب أمام العالم.
كيف نحمي موروثنا؟
تمكين أهل الموروث: لابد من إتاحة الفرصة لأبناء الثقافة الأصلية للمشاركة في الفعاليات التي تبرز موروثهم ونقله للعالم.
رفع الوعي: نشر الوعي حول أهمية الموروث وضرورة الحفاظ عليه بطرق أصيلة بعيدا عن التشويه.
وفي النهاية أقول: الموروث الثقافي هو جذر الهوية ومرآة التاريخ. الحفاظ عليه واجب علينا جميعا ، وتسليمه للأيدي الخطأ يشبه وضع كنز ثمين في يد من لا يعرف قيمته. لنتذكر دائما أن أهل الموروث هم الأجدر بحمله ونقله ، لأنهم أدرى بشعابه وتفاصيله…. أتمنى أن يقرأ كل مسؤول كلامي هذا ..