الحب رمل والصدور بوادي      شعر: ربا أبو طوق

الحب رمل والصدور بوادي شعر: ربا أبو طوق

الــحــبّ رمـــلٌ والــصّـدورُ بـــوادي
والـطّـيـرُ مـجـبـولٌ عـلـى الإنـشـادِ

*
فـــإذا رأيــتَ الـجـرحَ يـنـزفُ عـنـدَهُ
فـاعـلمْ بــأنّ الـرّقـصَ شِـبـهُ حِـدادِ

*
قـلـبـي انـتـعاشٌ والـضـبابُ عــدوّهُ
حــرَّرتُــهُ وبــرئـتُ مـــن حُــسّـادي

*
فـانـسلّتِ الـنـجماتُ بـينَ أصـابعي
والأرضُ صــــارتْ نـقـطـةً بــالـوادي

*
من فوقهم حتى وصلتُ إلى النُّهى
الـبـرقُ سـيفي والـشّهابُ جـوادي

*
هـم يـشتهون الـضوءَ حينَ يصدُّهم
فــيـنـافـقـون بــجَــمـعـةٍ ومــــــزادِ

*

وأنـــا قـطـفتُ الـعِـزَّ مــن أغـصـانِهِ
وشـربـتُ فـي بـردى دمـوعَ بـلادي

*

هـذي دمـشقُ حـملتُها من مهدها
أرضــعــتُـهـا الــتــاريـخَ بــالأمــجـادِ

*

ورأيــتُـهـا تــخـتـالُ مــثـلَ حـمـامـةٍ
ريـشـاتُـها خــصـلٌ نـمـتْ بـفـؤادي

*

هـذي دمـشقُ إلـهةٌ فـي عـرشِها
فــــوقَ الـمـجـازِ وتـهـمـةِ الإلــحـادِ

*

يــــا ربّ إنّــــا مـتـعـبـون بـصـدقِـنـا
والـشّـامُ قــدسٌ بـالـخلاصِ تُـنادي

*

أجــدادُنـا مـاتـوا وعــاشَ صـراعُـهم
خـــبَــلاً يـــــدرُّ الـــهــمّ لــلأحـفـادِ

*

نـحـن الأبــاةُ فـهـل تــذِلُّ نـفـوسنا
زُفُّـــوا الـعـروبـةَ يــا جـمـوعَ الـضّـادِ

*

الـبـحرُ مــالَ عـلى الـجبالِ ورأسـهُ
مـــتــورِّمٌ مــــن صــفـقـةٍ وعَــتــادِ

*

فـإذا سـألتَ لـمَ السّواحل أُحرِقَتْ؟
هــــي طــلـقـةٌ مــوصـولـةٌ بــزنـادِ

*

يــا ربّ إنّ الـنّـاسَ قــد مـكـروا لـنـا
وتــمـرّغـوا فــــي فــتـنـةِ الآحــــادِ

*

والـنّـارُ طـافـتْ بـالـقبورِ ولــم يــزلْ
صــوتُ الـشَّـواهدِ مـضـرمَ الأحـقـادِ

*

حــتَّـى ظــلالُ الـجـائعين تـمـدَّدتْ
وتــوحَّــدتْ فــــي مــوقــدٍ ورمـــادِ

*

لا تـسـألِ الـسّـوريَّ عــن أحـلامِـهِ
قــــد عــافَـهـا بـشـهـادةِ الـمـيـلادِ

*

لـو يُـمسكُ الـمجلودُ سـوطَ عـذابهِ
لــــن يـكـتـفـي بـتـقـطُّـعِ الــجـلّادِ

 

اترك تعليقاً