على بابي ٱمرأةٌ تُشبهني،
يشدُّها التّعبُ من أطرافِ فستانها
كطفلٍ مُدلّل.
كانت السّاعةُ تشيرُ إلى حياةٍ طويلة
تبدأُ بالشّمس،
و تنتهي بقصيدةٍ على منضدتي.
لا تدقُّ الباب، لا تديرُ المقبض،
تقفُ المرأةُ كالبدايةِ من كلِّ يوم؛
صامتةً و حتميّة.
تجذبُ الصّباحَ من كُمّه،
تُسوّي قميصهُ المُعكرش؛
أعلمُ أنّها، مثلي، تريدُ أكثر.
الضّوءُ يلتفتُ نحو يديَّ الخاليتينِ
من المُحاولة.
أحبُّ الجزءَ من الشّمس الذي يصرخ
“كلُّ شيء يبدو ممكنًا.”
المرأةُ توافقني.
في قبضتها تحبسُ ٱحتمالاتٍ لا تُحصى؛
تُفلتُ بعضها لغريبٍ في الشّارع،
لبائعِ البقّالة، لطفلٍ وحيد.
بإصبعها تُحيطُ النِّعَمَ على الطّريق:
“الأملُ من هذا الاتّجاه”،
و الجميعُ يُصدِّقُها.
يفصلني عن المرأةِ بابٌ و ابتسامة.
أقترب؛
غادرتُ أماكن كثيرة،
لكنّ الدّفء لم يكن من بينها.
لا يخيفني التّودّد؛
أتفقّدهُ في حقيبتي كلّ يوم قبل أن أمضي.
في حياةٍ قاسيةٍ و بارقة،
المحايدةُ في الحبّ تصبحُ عُنفًا.
المرأةُ تبتسم؛
أعرفُ أنّني سأبدأُ من هنا،
من هذا المُحَيَّا المُنشغلِ بتوزيعِ الفُرص.
من نهايةِ الحُزن جاءتني؛
مدينةٌ لا خارطةَ تُدرِجُها،
لكنّ الجميعَ إليها مُسافر!
من خلف النّافذة
أتابعُ المرأة و هي تمرِّغُ خُطواتها بالسّعي؛
البدايةُ من كلِّ شيء في قدمها.
أحتاجُ عمرًا أطولَ من اليأس
لأصلَ إلى الغَدِ في جسدي.
كلَّ يوم
ترفعُ السّماءُ سبّابتها،
تدلّني على مواضعِ الله داخلي،
تدلكُ “الحمدُ لله” فوق صدري.
ثلاثةُ عُقودٍ تفصلني عن المرأة،
قطعتُها بأغنية.
الكونُ يخاطبُنا هكذا أحيانًا؛
بلكنةِ الصّبر.
البابُ مُشرَّعٌ إلى آخره؛
قلبي يحدثُ لأوّلِ مرّة.
كلُّ لحظةٍ يحجزُها نبضي
تملأُ الموائدَ بالدُّعاء و الأحواضَ بالقرنفل.
بكفّي أحفِنُ ثلاثةَ أرباعِ الأفق،
و القدرُ يعبُرني بلا خُدوش.
“كلُّ شيء ممكن”
تخرجُ مُبلّلةً من فلجةِ المستقبل.
على بابي حياةٌ ٱنتظرتُها طويلاً
و لم يهرع لطرقاتها أحدٌ
غيري.
— بقلمي