شيزوفرينيا
ــــــــــــــــــــــ
عند الخطاب الأخير؛
كُنتُ على وشك التّحلُّل لـشخصين !
فـأنا أنشطر كلّما هبّ عبير غيثكِ..
أنقسم فـأخرج من ظلّي !
نورٌ بلا عتمة..
أمتزج مع شُعاع الشّمس،
أمام شُبّاك غرفتكِ؛
المُطلّة على محراب المطر..
حيث انبثق الثّلج من ضلعهِ الأيسر !
بـموافقة فصل الصّيف لـيكون حبّات كرز !
تهطل من غيمات شجرة بلّوط حديقتك..
كُنتُ أنا الرّذاذ الّذي مسحتهِ من نافذتك !
يا ابنة الضّباب.
ولأكون حُرًّا؛
أصبحتُ ظلّي الآن، نصفي المُنسلخ..
عندما تشتعل نار الشّوق أختفي !
أخرج عن مدار الحياة لأجلس مع متشرّد..
أنا رغيف خبزه، صديقه الوحيد..
كلّ يومٍ قبل نومه ينعتني بـالوفيّ !
رُغم أنّي الخائن لـنفسي؛
فقد تركتُني وحدي.
عندما كُنتُ طبيبًا بـمصحّة عقلية !
كُلّفتُ لأُعالج مريضًا مصابًا بـالشيزوفرينيا..
غَلَقَ باب الغرفة وهو جالسٌ أمامي !
ثم أطفأَ الأنوار بـغمزة؛
لـيُسمعني جداله المُخيف..
عدّة أشخاص؛
في الزّاوية اليُمنى ضابط تحقيق،
يُعذّبُ مجرمًا قتل أطفاله !
بعدما هجرته زوجته..
ينتهز الفرصة فـينتحر بـقلم.
عند الأريكة؛
مُحامي بارع يدافع عن امرأة خائنة..
حُكمُ القاضي المُرتشي؛ براءة !
لـتتزوّج مُنظّف مكتب زوجها الطّيار.
على الجّدار ظلُّ طفلٍ يبكي؛
انبعث من وهج شمعةٍ خافتة..
ويكأنّما كان يُمثّلني !
لقد فقد والده، رأيتُ ابني في عينيه..
مسك بـيدي؛
وطلب منّي أن أجعل منه سندبادًا !
قال لي إنّهُ يعشقُ أليس؛
ويريدُ أن تكون صديقته..
قَفزتُ داخل الجّدار؛
لأدخل كوّة خياله، بلاد العجائب !
أنهارٌ من عسل تشربُ منها طيورٌ قزحيّة !
غاباتٌ وشلّالات بـسماءٍ زرقاء صافية..
مدينة دائمة الرّبيع..
تثمرُ من شجرةٍ واحدةٍ عدّة فواكه !
النّسر الذّهبي عشيق الأرنب البريّ !
النّمر صديق الغزال !
والذّئب رفيق الخروف..
الأميرة الصّغيرة رحبّت بنا؛
وقالت للطفل:
لقد كُنتُ بـانتظارك يا صديقي العزيز.
استفقتْ؛
اختفى المريض !
كفًّا بـكفٍ مع ظلّي..
لقد أصبحت شخصًا واحدًا !
دورة حياةٍ جديدة.
أحمد نجم الدين / العراق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اللّوحة أدناه منقولة؛
والكتابة عليه من تصميمي.