فاقد الذاكرة
ما أغربه
بحذر مُربك يقترب نحونا
نحن الذين ننتظره لنتلذذ بضياعه
يسألنا عن أسمائنا
عن حال أبائنا
عن
حاراتنا
وبيوتنا ……..
يحكي قليلاً
ويمشي إلى حيث لا يعرف
لا شيء يحزنه
لا شيء يقلقه
لا شيء يزعجه
يتوضأ في اليوم عشرين مرة
ولا يصلّي
يذهب إلى الأسرّة الفارغة
يغطي الذين راحوا منها عن غير قصد
يمسد بيده الراجفة فوقها
ويتراجع
يطفئ الضوء والكلام
ولا ينام
فاقد الذاكرة
أكثرنا اطمئناناً
أقلنا ترددًا
لا شيء يبدل له مزاجه
لم يفقد في الحرب أحدًا
لم يغب الغائبون
لم يمت الميتون
كل شيء على حاله
ألبيوت
ألحارات
ألنساء
ألشيوخ
ألأولاد
هو لا يفعل لحظة بكائنا
سوى أنه يخنق دمعة ثقيلة على وجهه
ويتابع بما تيسّر من الضياع …