آخر الأخبار

بعلبك..صيدا..صور.. ثلاثية العز …بقلم: ديانا البسط

مقالات و رأي

بعلبك..صيدا..صور.. ثلاثية العز – ديانا البسط

بين طيات التاريخ وصفحاته التي لا تُطوى، يقف أبناء الحياة، أولئك الذين رفضوا الخنوع والاستسلام رغم الجراح، ليكونوا شعلة الصمود والكرامة. من الجنوب إلى لبنان، فالشام والعراق، يواصلون مسيرتهم متمسكين بحقهم في حياة حرّة كريمة. في بعلبك، وصيدا، وصور، تتجلى ثلاثية العز، شواهد حية على صمود طال أمده، وحكايات مقاومة تُورث للأجيال، لترسم ملامح وطن يقف شامخاً أمام التحديات، ويحافظ على هويته وكرامته.
ففي قلب البقاع، تزهو مدينة الشمس بأعمدتها الصامدة رمزًا للقوة والعراقة، والتي شهدت تاريخًا حافلًا بالتحولات الحضارية من الرومان وصولًا إلى العثمانيين. رغم الأزمات والحروب التي ألمّت ببعلبك، لم تفقد بريقها وصمودها أمام التحديات، بل ظل أبناؤها رمزًا للإصرار. بعلبك المنسية اليوم تقاوم الغارات التي تستهدف قلبها النابض بالحياة محافظةً على روحها الأصيلة وتراثها العريق الذي يحكي قصصًا من المجد والتحدي.
وعلى ساحل لبنان، تطلّ صيدا كحامية للمقاومة وإرث التاريخ، فهذه المدينة التي كانت عاصمة للفينيقيين ولآلاف السنين لم تنحنِ أمام أي قوة خارجية. صيدا، بعراقة أسواقها القديمة وحيوية شوارعها، تعرضت لغارات متكررة، لكنها ستعود وتنهض وتحتضن أبناءها. لقد دافعت صيدا عن كرامتها وأراضيها بصلابة، وتوّحدت مع بلدات إقليمها، كالصرفند وغيرها من البلدات، في مواجهة اي عدوان، متجذرة بروح وطنية لا تعرف الانكسار، متمسكة بالأمل في غد أفضل رغم كل المصاعب.
وفي الجنوب، تتألق مدينة صور بجمالها الساحلي وسحر آثارها، تتألق العروس الواقعة على اجمل شواطئ الشرق، تربط الماضي بالحاضر كجوهرة نابضة بالحياة والعيش الواحد. صور التي عانت كغيرها من ويلات الحروب، لكنها بقيت صوتًا للمقاومة وصمودًا في وجه التحديات والتي عرف أبناؤها كيف يحافظون على هويتهم وتواصلهم مع الحضارات، مؤكدين على تجذّر ثقافتهم وحبهم لأرضهم التي دفعت ثمناً غالياً لصمودها. في صور، تتجلى وحدة الصف والانسجام التي تعكس صورة العيش الواحد بين ابناءها، فطالما كانت قوتهم في مواجهة الضغوط دوماً عبر التضامن والنضال المستمر.
ورغم التهجير والقتل والدمار، لا ولن يرضخ شعب هذه الأمة، فالحياة عند ابناءها ليست الا وقفة عزة فقط لا محال. والقصف المستمر وارتكاب المجازر ما هو الا محاولة لتفريغ هزائم هذا المغتصب المتتالية على شعب يزداد إصرارًا للدفاع عن كرامته وحقه في الحياة. فمع كل غارة، يتجدد العزم على مواجهة الوحشية وتؤكد هذه المدن وغيرها على حقها في الدفاع عن كرامتها وأرضها. فشعبها الصامد، يقف بصلابة على أمل تحقيق الحرية بحركة تفعلٍ وحياة تنهض ووعي يرتقي وقوة صراع تفرض حقه.
شعب لن يقبل إلا أن يبقى شامخًا بعزته، ضامناً حقه في الدفاع عن أرضه وكرامته وتاريخه.

اترك تعليقاً