الناقد الدكتور عماد فغالي يفتح لي شرفة الصباح ويقول لي: قم، قصيدك حي (أنور الخطيب )
….
الشاعر الذي جزّ صاروخٌ
رأس قصيدته
كان على الشرفة
يسقي الريحان ماء عينيه
والعصافير لحن الحنجرة
بعدها:
نبت الشوك على رئة الريحان
وصوت القبّرة
وأكمل الشاعر نصّه في المقبرة
أنور الخطيب
تكملُ القصيدة… قيامة!
ليست للشاعرِ حياةٌ من دون شعره، يولدان معًا، يعيشان سويّةً وتبقى بعدَه لا تموت. أنور الخطيب، أخالني أقرأكَ تحيّي الشاعرَ الاستشهد، في مشهديّة شهادته، شهادةً تمنحه العبور إلى البقاء في اكتمال.
“جزّ الصاروخُ رأسَ قصيدته”… “وأكمل الشاعرُ نصّه في المقبرة”. راحت القصيدةُ تُدفنُ؟… لكنّها ليست ميتة، ولا الشاعرُ. هو يكملها، وهي تُكتبُ، تحيا وتكبر حتى تتمّ…
الصاروخ طاول رأسَ القصيدة في الشاعر. يقولُ الخطيبُ الشاعرُ هو قصيدته وقصيدة الشاعر هي ذاتُه اللامائتة. هي شاهدة لا شهيدة، أنّ الشاعر “يعيشُ بعد مماته”…
قصد أنور الخطيب أن يذكر “المقبرة”، حيثُ انتفاءُ الحياة، محلاًّ لإكمال القصيدة. الشاعرُ يُكمل والقصيدة تكتمل. كلاهما حيٌّ، حركةُ عمل وإنتاج…
في قراءةٍ صوفيّة، القصيدة الأنوريّةُ هذه، فعلُ توالدٍ حياتيّ لا يدركه إلاّ المتنوّرون. بعضُ الشعراء لا يصلونه…
القصيدةُ أعلاه مقطعان متوازيان الضدّ، يلتقيان على قيامة.
“يسقي الريحان ماء عينيه
والعصافير لحن الحنجرة”…
“نبت الشوك على رئة الريحان
وصوت القبّرة”…
في المقطع الثاني المفترض الموت، فعلان: نبتَ، و(إطلاق) صوت القبّرة. تقديرُ فعل “صات”، أطلق…
أنور الخطيب، ضوئيّةُ فكركَ، شعرٌ هي وحسبُكَ! كلّ إضافةٍ تعطى لنا ونُزاد!