إننا ورطة الفئران والأشجار والأبقار وورطة أطفالنا…..بقلم: ياسر دحي

إننا ورطة الفئران والأشجار والأبقار وورطة أطفالنا:

في مرات ينتابني شعور بأن سبب وجودنا في هذا الكوكب هو للتنكيل على بعضنا البعض. لأنني في الحقيقة كلما تأملت التاريخ البشري وجدت أن ذلك يحدث دوما وبشكل متكرر في يوميات هذا الكائن وعبر آلاف سنينه في هذا الكوكب. يبدو أننا لدينا قدرة، قدرة هائلة على “استدامة” هذا التنكيل.
فمنذ آلاف السنين والبشر يرتكبون ذات المجازر بذات المذاهب وذات الطوائف، بذات الهويات وذات العقائد، وفي سبيل ذات المبادئ وذات القيم من أجل ذات الثواب و ذات العقاب، من أجل ذات السماء وذات الأرض، منذ آلاف السنين وهم كذلك .. يالها من تراجيديا وكوميديا مملة يا دانتي وحمقاء.
إن كان هناك من آخر، إن كان هناك من آخر يعاني منا نحن البشر، يعاني من وجودنا فهي الحياة. إننا آلامها، فاجعتها وفجيعتها. إن البشر عبء على هذا الكوكب، عبء كبير. إنني أشفق على كل الكائنات والمخلوقات، لقد تورطت بنا. إننا ورطة الفئران وورطة الأشجار وورطة الأبقار والدجاج والنعاج والطيور ورطة الرمال والصخور والمعادن وكل شيء بلا استثناء. إننا ورطة الخفاش والأفاعي. إننا ورطة أطفالنا.
حقا،
عقبة إدراك وعقبة في الوعي أن تكون من البشر.، الخلاص من ذلك يتطلب عمل مضني. مجاهدة ومكابدة للتحرر من كل أشكال التراكم في كافة سياقاته المعرفية والفكرية والجمعية.

اترك تعليقاً