ألا ليت العرب من نسل شدٓاد !!.. بقلم: أنطوان يزبك

وا عرباه !
ألا ليت العرب من نسل شدٓاد !!..

انطوان يزبك

قال عنترة عندما نهته أمه عن الإقدام في المعارك :

‏تُعَنِّفُني زَبيبَةُ في المَلامِ
‏عَلى الإِقدامِ في يَومِ الزَحامِ

‏تَخافُ عَلَيَّ أَن أَلقى حِمامي
‏بِطَعنِ الرُمحِ أَو ضَربِ الحُسامِ

‏مَقالٌ لَيسَ يَقبَلُهُ كِرامٌ
‏وَلا يَرضى بِهِ غَيرُ اللِئامِ

‏يَخوضُ الشَيخُ في بَحرِ المَنايا
‏وَيَرجِعُ سالِماً وَالبَحرُ طامي

‏وَيَأتي المَوتُ طِفلاً في مُهودٍ
‏وَيَلقى حَتفَهُ قَبلَ الفِطامِ

فَلا تَرضَ بِمَنقَصَةٍ وَذُلٍّ
‏وَتَقنَع بِالقَليلِ مِنَ الحُطامِ

‏فَعَيشُكَ تَحتَ ظِلِّ العِزِّ يَوما
‏وَلا تَحتَ المَذَلَّةِ أَلفَ عامِ

وأنا أقول للعرب كل العرب ، هل سمعتم بعنترة يوما !؟
هل تشددتم مثل شدٓاد و وقفتم في يوم الشدائد البغيضة، وكنتم على قدر الحملة واكثر ؟ …
ما بالكم يا قوم ، فلا الرجال تعوزكم ولا الفصاحة !
ولا المال !
ولا السلاح !!..
أجل سمعتم ونفٓذتم فعل التعنتر ولا شكٓ في ذلك، كما مارستم التنمٓر والتكبر والتباهي، في سباق الابل و سوق عكاظ و واظبتم على اضاعة الوقت والأرض واطلاق الرصاص وتبديده في حفلات الزفاف والختان بدل أن تعدوه لأعداء الأمة وأكملتم سعيكم ، متمميين واجبات حرف الميم فكنتم ميامين في ذلك :
مآكل
مناصب
مناكح
مناسف ،
اجل خاصة المنسف على جمل مشوي يطعم قبيلة ترمون اكثر من نصفه متى انتهت الوليمة وانتم تعانون من تخمة الفجع واولاد غزة يهلكون جوعا !!
تعنترتم على فقراء السودان واليمن واثيوبيا ليرعوا لكم الإبل والانعام ، هل ما عدتم تطيقون حرٓ ولهب الصحراء بعد المكوث في الخدور الوثيرة على برودة المكيٓفات؟
اجل تعنترتم وانتم عراة ، على عاهرات اوتيل الريتز على الكوت دازور في فرنسا وانتم تتباهون برجولة مكتهلة، علما بأن الشمبانيا والدولارات التي القيتموها على النهود العارية لم تعوضكم من عنٓة وعجز وسفه وتفه وجنون و بغاء وغباء ناهيكم من كل ذلك الجبن والتعفٓن في اروقة سوق العمالة والنذالة !
لن ازيد او استفيض في الوقت الذي تزهق أرواح الآلاف ، فقط انصحكم ببعض النصائح التي لا تستر عاركم وعريكم ولا تغفر ذنوبكم ولا حتى تستر بعضا من فضيحة و رذيلة :
عليكم بالكفوف المضرجة بالدماء حتى لا تمسوا شيئا بعد الآن فيتنجٓس ، و خذوا الدفوف وهيا إلى رقصة الزار لعلكم تشفون من عللكم .
إلى الساحة هيا. هيا ؛ مهلا ليست ساحة الوغى بل ساحة الملهى و ارقصوا رقصة نزلاء مستشفى مرضى الأعصاب المجانين على لحن من صدور أشلاء الأطفال ؛ هذه الأغنية الشجيٓة :

تعنتر تعنتر
يا شيخ الشهبندر
والعب فوتبول
بجماجم الشعب ،
الشعب المشتت المهجٓر !
تعنتر تعنتر
و قوٓد يا قوٓاد
على شرفك الذبيح
الذي غادر وما عاد
فلا رحمة لهؤلاء العباد
كعصفورة كسيرة أسيرة
يستعد لالتهامها الصياد ..
تعنتر و تعنتر ،
تأمرك و تصهين
وبألوان الحرباء…
تلوٓن
اجل تأمرك تأمرك
ولسيدك كالعبد الذليل
اصرخ له : أمرك أمرك !!!
وايضا طبٓع يا مطبٓع
وبيد عدوك دوما طيٓع
ترفع له يدك بالكأس
وتقدم له رأسك
سيدي لو سمحت
دسها بالمداس
حتى عنك يرضى
ولا ينخزك بالمسٓاس
كما ثور الفلاحة
علك تخفي شيئا
من تلك القباحة..

في كل يوم مجزرة ..
رحماك رحماك يا عنترة
من غيرك له المقدرة
لفكٓ الحصار
عن شعب زج به في تابوت و
ينتظر أن يلحد في مقبرة …
عاش العرب عاش العرب
أين عاشوا
في حي الملاهي والطرب …

اترك تعليقاً