جان دو لافونتين في قصيدة الحيوانات المصابة بالطاعون … بقلم: انطوان يزبك

جان دو لافونتين في قصيدة الحيوانات المصابة بالطاعون …

انطوان يزبك

دأب الشاعر الفرنسي لافونتين على كتابة قفشات سياسية انتقادية على لسان الحيوانات ، لكيما ينجو من ملاحقة شرطة الملك ، بيد أنه لم ينج من العقاب فقد تمت ملاحقته وسجنه في مناسبات عدٓة ..
في واحدة من قصائده ، يصف غابة فتك الطاعون بحيواناتها ، وعندما اشتدٓ الخطر وتهددت حياة الحيوانات، طلع جلالة الملك الأسد ببدعة التضحية بأحد الحيوانات الأكثر إثما من أجل تقديمه كأضحية فدية عن باقي الحيوانات، فيرتفع الغضب ويرحل المرض .
وبعد أخذ ورد تمٓت التضحية بالحمار المسكين وهو الاقل إثما من بين كل حيوانات الغابة وذلك بتحريض من الثعلب الخبيث المحتال الذي “ركٓب له الضرب ” كما يقال .
القصة ليست فقط مسألة خديعة وخباثة فالثعلب خبيث محتال والأسد بطٓاش دموي ، ولكن المسألة تكمن في استضعاف الشعوب وقتلها و تدميرها و حرقها وفوق ذلك إلقاء الملامة على الضعيف وتحميله كل خطايا العالم كالقاتل الذي يشتكي على القتيل لأنه لم يمت كما خطط له ذلك القاتل الفاجر ، ولم يلفظ أنفاسه على مزاج المجرم الذي حزٓ له رقبته بسكينه وعندما أخذ يخبٓط ويلبٓط بيديه وقدميه ، صرخ الجلاد في وجهه : إهدأ و إلا ….
حكم الأرض والأمم التي تمسك زمام سياسة العالم ، حكم باطل ، وباطل الأباطيل ولا جديد تحت الشمس ….فعدالة الأرض ثلج إن رأته الشمس ذاب…. وبعد !…

اترك تعليقاً