طابورٌ بشريٌّ خامسٌ وأسرابُ ذُبَابٍ أزرق!
ليس للإلحاح المتقصَّد على الإمعان في التقاط شذرات مفبركة من قبل إسرائيل وأعوانها، أو التَّذكير بوقائع قديمة تم تجاوزها، أو هي ليست ذات قيمة تأسيسية ثابتة، وذلك بقصد إثارة الفتنة، وشيطنة قوى المقاومة الفلسطينية واللبنانية واليمنية والعراقية، والعربية بعامَّةٍ، والإيرانية، والإنسانية، إلا أن يَصُبَّ في مصلحة العدو التَّوحشيِّ الصهيوأمريكي المُعَادي للإنسانية بإطلاقٍ، وأن يُفصح عن وجود طابور بشريٍّ خامس، وأسراب ذباب بشريٍّ، وهلاميٍّ ، وإلكتروني، يعملان، بتسخير مقصود أو بالاستكتاب والأُجرة أو بغيرهما، على خدمة هذا العدو الإرهابيِّ الإجراميِّ المُتَوَحِّشِ الشِّرير المُجَسَّد، في هذه اللَّحظة من زمننا، وعلى نحو جليٍّ ومباشرٍ، في كُلٍّ من أمريكا وإسرائيل، منفصلتينِ، ومجتمعتينِ ملتحمتينْ!
فليتوقف كل إنسانٍ منا للتفكير، ملياً وبإمعانٍ، قبل تبني رأي، أو موقف، يُفْقِدُهُ، إِنْ هُوَ تبَنَّاهُ، جوهرَ إنسانِيَّتِهِ الذي يراهُ جوهر كينونته الحياتية الوجودية، وذلك لكونه رأياً أو موقفاً، مناهضاً للإنسانية، لأنه لا يتأسسُّ، أصلاً وبجلاءٍ ساطعٍ، على حقائق ومعلوماتٍ مؤصَّلةٍ، ولا ينهض استخلاصُه على تبصُّرٍ عقليٍّ عميقٍ، وتحليل منهجيٍّ رصين، ولا تنهضُ مُكوناته التَّفصيليَّة على إدراكٍ يقينيٍّ ينهض بتأسيس وعيٍّ شاملٍ وعميقٍ بحقيقة الصِّراع الوجوديِّ الدَّائر، منذ ما يربو على قرن من الزََمان في فلسطين وعليها، بين التَّوحُّش البشري الصهيوأوروأمريكي من جهةِ الغُزاة المُستعمرينَ، والإنسانيَّة الجوهريَّة من جهة أصحاب الحقِّ والأرض والتاريخ والحضارةِ، الذين هُم الفلسطينيون المُقاَومونَ البواسل وجميع شركائهم وأنصارهم الذين هم كُلُّ الإنسانيين الأحرار من الناس، وذلك بوصفه صراعاً ذا طبيعة وجوديةٍ جذريَّةٍ تجعلُه غير قابلٍ للتوقُّفِ والانتهاء إلا بإعادة الأمور إلى نصابها العادل القويم المتمثل، في اندحار الغزاة الصهاينة المستعمرين عن فلسطين وبلاد الشرق وعودتهم من حيث أتوا، أو باجتثاث وجودهم بالقوَّة، وقذفهم إلى حيث تقتضي المصائُر التي خطُّوهَا لأنفسهم بأيدي سلوكهم العنصريِّ التوحُّشِيِّ المُعَادي للأنسانيَّة.
وبافتقارهِ إمكانية التَّوفر على أيٍّ مما سبق ذكره من خصائص وسماتٍ ومكونات ومعايير ستتكفَّلُ، إنْ توافر عليها، بِوَسْمِهِ بالصَّوابيَّة، والصِّدقِيَّة، والاستقامة العقليَّة والأخلاقيَّة الإنسانيَّة، لا يكون لهذا الرأي، أو الموقف، إلَّا إنْ يلتقي، جَوهرياً ومن حيثُ المَنْشَإِ والمقصد، مع أيِّ رأيٍّ، أو موقفٍ، أو مُكَوِّنٍ دعائيٍّ ديماغوجيٍّ، من آراءِ العدو العنصريِّ الرأسماليِّ الغربيِّ الصُّهيوأوروأمريكيِّ المتوحِّش، ومواقفه، ومكونات دعايته الشَّيطانيَّة، وسلوكه الإجرامي.
وبهذا الالتقاء، سيكون لهذا الرأي أو الموقف، كما للسُّلوك الفرديِّ أو الجمعيِّ الناهض على أيٍّ منهما، أو عليهما معاً، أنْ يُسْهِمَ، بطريقةٍ أو بأخرى، في تحقيق أهداف العدو الصهيوأوروأمريكيُّ العدوانية التَّوَحُّشية القصوى، وذلك بتمكينه، عبر إشاعة الإحباط واليأس وإثارة شَتَّى أنواع الفتن التَّمزيقيَّة بإشعال جمراتها الخبيثة في الجبهات الدَّاخلية لقوى المقاومةِ الشَّعبية، من إدراك غاياته التَّدميريَّة الإباديَّة الاستلابيَّة الإهلاكية الهادفة إلى تحقيقِ الهَيْمَنِيَّةً الاستعمارية الصهيوأمريكية الشِّريرة التي لن تشمل فلسطين كلها فحسبُ، بل وكل محيطها العربي، والشَّرق الأدنى والأوسط والأقصى، والعالم بأسره: أراضٍ، وأوطاناً، وشعوباً، وأُمَمَاً، وقومياتٍ، وثقافاتٍ، ولُغاتٍ، وحضاراتٍ، ودياناتْ!