“تصاعد العدوان الإسرائيلي على لبنان: عجز دولي وتفاقم للأزمة الإنسانية”
بقلم : خليل ابراهيم المتبولي
الوضع في لبنان معقّد وصعب، والعدوان الإسرائيلي يزيد من معاناة المدنيين ويدمر ممتلكاتهم بشكل كبير. إن عجز المجتمع الدولي عن كبح هذه الاعتداءات يثير القلق؛ مما يستدعي تحركًا دبلوماسيًا عاجلًا وفعّالًا لحماية المدنيين وضمان الاستقرار في المنطقة.
لا تبدو هناك نهاية واضحة للعدوان الإسرائيلي على لبنان؛ فالعالم يبدو عاجزًا عن وضع حد له. إسرائيل تستمر في تجاوزاتها دون أي رادع، مواصلةً حربًا شاملة تستهدف المدنيين بلا رحمة. مع تصاعد العدوان، يتضح أن العدو الإسرائيلي يعتمد سياسة “الضربات الموجعة” ضد المدنيين، مستهدفًا أماكن سكنهم، والمستشفيات، ودور العبادة، وبعض المرافق الحيوية؛ مما يعكس تجاهله الصريح للقوانين الدولية المتعلقة بحماية المدنيين في النزاعات المسلحة. وتشير التقارير إلى أن الآثار الاقتصادية والاجتماعية لهذا التصعيد ستكون كارثية على لبنان، الذي يعاني أصلًا من أزمة اقتصادية خانقة.
تُعدّ المجازر المرتكبة بحق المدنيين اللبنانيين من أبشع نتائج هذا العدوان؛ فالعائلات تفقد أحبّاءها، والأطفال يُحرمون من التعليم، والأهل يواجهون ظروفًا معيشية قاسية. هذه المآسي تترك جروحًا عميقة في النسيج الاجتماعي اللبناني، الذي عانى بالفعل من أزمات متتالية على مرّ السنين. ورغم تزايد الدعوات لمحاسبة المسؤولين عن هذه الانتهاكات، تبقى هذه المطالب دون جدوى في ظل غياب آليات دولية فعّالة، مما يعمّق المأساة الإنسانية.
في ظل التصعيد المستمر للعدوان الإسرائيلي على لبنان، يبرز سؤال ملحّ حول مستقبل الأوضاع في المنطقة. لم يعد خافيًا أن العالم يبدو عاجزًا عن وقف هذا العدوان، الذي يتم دون أي احترام للمدنيين أو الحقوق الإنسانية. ومع تصاعد المجازر، يتساءل كثيرون عن أسباب هذا التهاون الدولي، وعن انعكاساته على لبنان والمنطقة بشكل عام.
العجز الدولي عن كبح العدوان الإسرائيلي يعود لأسباب متعددة. أولًا، التوازنات السياسية المعقدة في الشرق الأوسط تلعب دورًا حاسمًا، حيث تتداخل المصالح الدولية والإقليمية. ثانيًا، العلاقات الوثيقة بين إسرائيل والولايات المتحدة تمنح إسرائيل شعورًا بالحصانة من العواقب؛ مما يشجعها على الاستمرار في التصعيد. ورغم المناشدات الدولية المتكررة لوقف الأعمال العدائية، تبقى هذه النداءات دون ترجمة فعلية على أرض الواقع.
مع استمرار التصعيد، تبدو الآفاق المستقبلية مظلمة؛ مما يتطلب جهودًا دبلوماسية جادة لتحقيق وقف فوري لإطلاق النار وضمان الاستقرار. كما يجب على المجتمع الدولي العمل بشكل متضافر لدعم لبنان، ليس فقط من خلال تقديم المساعدات الإنسانية، بل أيضًا عبر بناء آليات دولية تضمن وقف العدوان.
إن الوضع الراهن في لبنان ينذر بعواقب وخيمة على المستويات الإنسانية والسياسية؛ لذا، يتعين على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته ويعمل بجدية لكبح العدوان ومحاسبة مرتكبي الانتهاكات، والسعي لبناء مستقبل آمن ومستقر للمدنيين اللبنانيين. إن الأمل في إنهاء هذا العدوان يتطلب إرادة سياسية قوية من جميع الأطراف المعنية؛ وإلا فإن دائرة العنف ستستمر، مما يترك المدنيين في قلب هذه الأزمات المتكررة.