أنور الخطيب
سألقي كلاما ثقيلا عليك
أثقل من قافيةٍ ممسوسةٍ
على ناقةٍ ضائعة في الظلام
من رأس قديسةٍ عاشقةٍ لا تنام
سألقيه من ساحق القب
لوثة الدرب
جنون الجهات
من موجةٍ هاربةٍ من ساحل التراتيل
إلى صدى تعويذةٍ
تحيط جيد البنفسج
وهو يلملم موتاً عن شاعرٍ
عصيّ على الممات
سألقي عليك:
حرفاً يجاهر
ثم يقامر ثم يسامر
ثم يغادر
يترك السامعين في حيرةٍ
يتساقطون كما شهب الوعي
على كرة الغياب
ساقرأ من سورة ليست في كتاب
من سفرٍ تناقله الرواةُ
وكان في كل عنعنة
يفر إلى الغياب،
قلت ساقرأ ..
لكن سرك يجهش بي
يمور في ردهات الرئات
يأسرني ثم يحررني
ثم يعتقني لوجه المتاهة لكنني،
بعد قافيةٍ، موجةٍ، سورةٍ
وسرٍ وعنعنةٍ، متاهةٍ
أراني على حافة المس بالقتل
اقرأ من سيفٍ يحاور النحر
علّي أراوغه قليلا ليمشي الكلام
إلى فمه صاغراً
يموت وأنجو من القول
لست مرسلاً من غيمةٍ
تلاشت قبل قرن ونيّفٍ
لست روحاً أُفلتِتْ من كهفها
لست كلَّ ما يوحى إليّ
من وصايا المجانين
لست أطمح للإمارة
ليس البحر من ورائي
وليس العدو من أمامي
ليس لي في الخيال نساء
خلف تلك الجبال
كل ما لدي كلام ثقيل
ظننته في ظلمة المعنى بشارة
تهدئ روع العيون
قبل نزول الستارة،
ترى، ماذا يقال في مقامٍ كهذا
وأعني؛ مقامَ التلاشي
في كلامٍ هارب من الحواشي
ترى، أي حبر شجاع
ينقل تلك الرسوم
التي كُتبت منذ مليار عام
على خد الغمام
سألقي عليّك ما سألقي عليّ؛
ألستَ أنا حين كنتَ قبلي
فكيف أكون لا أنت بعدَك
تمشي كظلي بقربك
أمشي بقربي كظلكَ
قل، ما لا يردده الناس
في حضرة الوسواس
ما لا يخيفني عند حافة الغيب
قل، ليس في القول عيب،
قل، بأن الصدفة حكمة
طرّزها الأنبياء
قل، بأن المصائر منقوشةٌ
على جناح طائر
قل، بأن المياه ليست حياة
قل أي شيء جديرٍ بهذا السراب
قل: ما ذنبُ الترابِ يسكنه تراب
قل: ما خطيئة العشق
كي يتعشّق أو يُصلّب
فوق جذع تفاحة الخلود
قل: يا أنت الذي كنتَ قبلي
ويا أنا الذي كنتُ بعدكَ
قل كلاما أثقلُ من بُعدكَ
أوضحُ من وردةٍ
تنحت في عطرها اسمكَ
أنقى من ضحكة طفل يموت
قل كلاما أخفُّ من السكوت
قل، ولا تُغرق الأرض بالقرابين
قل، أنني لست سيفك إنما
غيمةُ صيف محملة بالنياشين
قل..
اخي الحبيب
تحية محبه وتقدير ، ودعاء الى الله ان يحفظك سالما ملهما لما فيه الخير العام والخاص – وأبارك لك هذه الخطوة الجميلة في انشاء هذه الصفحه التي أزورها لأول مرة وآمل أن تكون دافعا لي لإنشاء Blog كهذا – ألملم فيه افكاري وأبوح فيه بما يمكن أن أبوح به نثرا وشعرا، وآراء في القانون والسياسة .
قرأت القصيدتين – كلام ثقيل – والنكبه وحبذا لو استخدمت مصطلح “هولوكوست بدل نكبه لأنه مصطلح عالمي ويعني نفس الشيء كالنكبه ولكنه اوقع أثرا في الرأي العام . كلاهما كلام ثقيل – للسياسيين الوطنجيين ولمن أصبح جل همه لا يتجاوز التفكير في هجرة تجب ما قبلها من الهجرات ولو أودت به الى الممات . نعم اصبحت ذكرى منتصف أيار مفاتيح بيوت حبذا لو كانت أطلالا فحسب فنرممها اوو نعيد بناءها – فقد زالت من عالم الوجود- اسما ومسمى – واما الخطب الحماسية وتجديد العهود في هذه المناسبات فهي الأفيون بعينه. هذا غيض من فيض لا يعطي القصائد حقها – والحر تكفيه الإشاره.
رعاك الله أخي الحبيب وسدد خطاك .
أخي وأستاذي الدكتور قاسم الخطيب، إنه لشرف لي أن تزور موقعي وتباركه وترعاه وتدعمه كما دعمتني طوال حياتي، شاكرا لك تعليقك العميق والمهم، والنكبة هولوكوست بكل المقاييس، والنكبة تتحول شيئا فشيئا إلى ذكرى أو أطلال في ظل هذا السقوط للوطنيات والقيم والصدق. قضية فلسطين لم تعد أولوية يا أخي.
أرجو أن تعتبر هذا الموقع مساحتك وفضاءك الذي تتجول فيه بحرية، وتكتب فيه بحرية كل ما يخطر ببالك. لك المحبة
قل، ما لا يردده الناس
في حضرة الوسواس
ما لا يخيفني عند حافة الغيب
قل، ليس في القول عيب،
قل، بأن الصدفة حكمة
طرّزها الأنبياء
قل، بأن المصائر منقوشةٌ
على جناح طائر
قل، بأن المياه ليست حياة
قل أي شيء جديرٍ بهذا السراب
قل: ما ذنبُ الترابِ يسكنه تراب
قل: ما خطيئة العشق
كي يتعشّق أو يُصلّب
فوق جذع تفاحة الخلود
قل: يا أنت الذي كنتَ قبلي
ويا أنا الذي كنتُ بعدكَ
قل كلاما أثقلُ من بُعدكَ
أوضحُ من وردةٍ
تنحت في عطرها اسمكَ…قول عميق,تتزين به اللغة وتتجلى فيه الحكمة…ننتظر اقوالك استاذ انور ونبارك لك صفحتك مع الشكر على المشاركة
الصديقة العزيزة الناشطة الرائعة نزيهة حيدري، قرأت المقتطف الذي وقع عليه اختيارك بعين أخرى، وبروحك الشفافة، كل الشكر والتقدير لحضورك المبهج.