كيف يُلملم القرطاس كلّ تلك الهواجس؟      شعر: أحمد نجم الدين

كيف يُلملم القرطاس كلّ تلك الهواجس؟ شعر: أحمد نجم الدين

كيف يُلملم القرطاس كلّ تلك الهواجس؟

الرّسّامة الّتي تخيّلتني من كلماتي التّليدة؛
نحتتني على ورق السّماء فينيقًا !
بـأصابعٍ ناريّةٍ من إصرار..
ثمّ جَمعتْ من شَعرِ الغيم ماءً من رماد !
فـصَنعتْ منّي صلصالًا هوائيًّا؛
لـتضعني على غلافِ أسطورةٍ من طين.

في الأوراق المنسيّة لم أكن أنا؛
الّذي ذُكِرَ في آخر صيحات التّاريخ !
ملكًا للإغريق في زمنٍ من عدم.

عند حافة العبوديّة اللّازبة !
كان من السّهل المُمتنع؛
رمي فسائل معتقداتهم في جبّ الشّك !
فقط؛ بـتسليمهم رايةً بيضاء من ظنّ..
كيف تعصي ربًّا من سديم؟!
سـيقتلك خنقًا؛
دخّان الشرك الانسيابي التّصديق.

تخيّل لـساعةٍ واحدة؛ بـأنّك نُمْرود !
سـتخلقُ من لوحة فكرك المغرور؛
آلهةً من فراغ..
ثمّ تعشقكَ إلهة الماء !
وتكتب عنك إلهة الشِّعر قصائدًا من خنوع..
حتّى إله الزّمن سـينحني تحت عرشك !
العرش من ورقٍ..
والسّماء من بحرٍ، واللّغات من صمت.

سـيخرج من ضلعك القويم؛
ساحرةً من زمهرير !
لـتخبرك عن طفلٍ بربريّ لا جنسيّ؛
يولد من شجرة الوجود بيضةً من ثورة !
فـيُعيد كرّة نحت الخلق من جديد.

«رجل من فينيق»
أحمد نجم الدين / العراق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اترك تعليقاً