أريدك في جحيمي..
لا تدخل سوق اللغة
بزوّادةٍ مثقوبة
أو بنظّارةٍ سوداء
الجغرافيا تاريخ أعمى
حين تبيع مفاتيحها للغزاة.
ماذا سيبقى بعد للرواة
غير أن يحكوا ظهر بعضهم
وأن يكسروا جرارهم
كي يحركوا الحصى العالقة
في قاع الحكاية
الحكاية التي أصبحت تنبح كأسطورةٍ
لم يعد يصدقها أحد.
لم يبق من الوقتِ
إلا هوامش وظِلال
على الباب
كلّما عضّتها الأضواءُ
أجهشت بالخذلان.
ما عدنا نرى غير دخانٍ نازلٍ من السماء
وآخر صاعد إلى السماء
وثمة رائحة شواءٍ
وذئاب تشحذ أنيابها
في كل اتجاه.
وليس سوى صمتٍ باردٍ
يتمدد كالموتِ، فتهطلُ زرقته كل يوم على الأحياء،
يقولون؛ أن الصمتَ رعدٌ،
حينما تخرج الأحصنة من الكتبِ
إلى ساحات الحروب،
وأقول؛ أنه كفرٌ أيضا
حين يحولون الحياة إلى فيلم رعبٍ
وأنت لا تملك حق الصرخة
ولا أن تغير القناة على شاشة التلفاز.
كيف نوقظ الأبطال من الأناشيد
كي يعيدوا للوردِ أشواكه
وللكتب فهرستها
ويمسحوا أمجاد الانتصاراتِ
عن أعضائنا التناسلية؟
أختبئ خلفي
كلّما طعنتني يدي
لكني كلّما احتميت بالشعر
رمى جثتي أمامي،
فلماذا كلما لجأت إليك يا مرآتي
فضحتِ ندوبي؟
آخذ إجازة مني
كي أسافر بعيداً عن النصَّ
حتى لا يتهمني المخرج
بأني أتحرشُ بنفسي
في الوقت المضمر من الحوار،
أنا التي كلّما تذكرتُ أسمائي الأخرى
ولدتُ من رمادي
ودفنتني بين الكلمات.
ليس عليَّ أن أصف لكَ كم أنا وحيدة
يا حبيبي
كي تعرف جرائم الجدران
لكن كلّ ما عليكَ
هو أن تقفزَ دون منطادٍ في جحيمي
كي تفتح لنا الجنة أبوابها السبعة.