أنا الآن ساهرة
حين من المفترض أن يغطّ جميع من في وطني
في سبات هانئ وعميق،
أشعر بأنّي أحاول قليلًا
أن أحرس نبض الأرض
أن أمسح التعب والوهن عن جبينها
أن أطمئنّ على كل صخرة هناك،
أن أتفقّد الأشجار عصفورًا عصفورُا،
ولحنًا لحنًا
وشريانًا شريانًا،
أمرّ على أرصفة بيروت
أغطّي الأطفال بأغانٍ من يمام،
أربّت على دموعهم بحضنٍ أقسّمه وأفتّته حصصًا كثيرة،
أمسح على رؤوس يتامى جدد،
وعلى قلوب ثكالى للتوّ،
وأمسك بيد أصواتٍ حمّلها الموت أكثر ممّا تستطيع،
ثم يذهب الليل فجأة،
لتحلّ العتمة المطلقة
لتحل العتمة الدائمة
كعقابٍ لكلّ من لم يخضع
ولم يساوم
ولم ينافق.
.