قبل الأمس كان عنواني: الحدث – السان تريز –
بناية حطيط، الطابق السابع..
وبالأمس صار عنواني:
كومة حجار وكومة رمال وكومة حديد،
بُحّ صوتي وصار خرساً مؤبداً، وأنا أشاهد لساعات وساعات فيديوهات (للبناية) حيث بيتي الذي كان يحميني من وحشة الشوارع والغربة وهي تحترق، وتسقط شقفاً بانتظار سيارة الإطفاء التي لا تأتي لأنها تعاني من انقطاع المياه،
لا يستطيع عقلي تصديق أن النار أكلت كل أشيائي وأكلتني كلي، وأن الماء قليل الحيلة في بلد قليل الحيلة، لا أستطيع تحمل رؤية البناية الملاصقة لي حيث يسكن أخي جاري وقد أصبحت رماداً، هي وكل ما حولها، آخذة بذيلها سيارتي، لتصير الحصيلة صفر ما كنا نملك..
للموت وجوه كثيرة، وهو عندي دائما يجيء على شاكلة وطن قليل الحيلة، مقطع الأوصال، تحكمه حيتان تُقفل أزرار الماء عنا وأزرار الحياة.،
رحم الله بلاءاتنا الكبيرة، وكل الشهداء الذي ارتقوا إلى عند الباري الرحيم..
ويا ريت تخففوا وطنية البوستات والصور والحزن على الشهداء قادة كانوا أم أناس معترين، وتفتحوا بيوتكم الفخمة حطوا على الصالونات حرامات مشان ما يوسخوهم الشيعة، واعملوا زكاة عن عمليات التجميل بشراء مناقيش لأمهاتنا التي تنام في الحدائق..
يا ريت تخففوا وطنية البوستات وتعترفوا بأننا انهزمنا، لأننا ولا مرة خسرنا وجاءنا العوض،
بتروح كل فلوسنا في المصارف ومنرجع منفتح أبواب الغربة للمرة المليون لكي لا نموت عوزا.. نموت في المستشفيات إذا ما معنا مصاري نتحكم..
ننام في السيارات إذا ما معنا مصاري نقعد ببيوت بعيدة عن الصورايخ..
تحترق بيوتنا على الهواء مباشرة لأن الحيتان أقفلوا أزرار الماء ..
يا ريت تفتحوا بيوتكم وتسكروا صفحات الفايس بوك،
اللايك من عند الله أحلى بكتير من اللايك من عند البشر.
“لم تكن غارة جديدة على السان تريز كما جاء قبل قليل في الأخبار، كانت البناية حيث كنت أسكن وأنام مطمئنة الروح تسقط وللأبد وتموت معها روحي”