الشعر “فن الانزلاق” في غصن شجرة:
الشعر
أن “تفتح هوة” في الكلام،
هوة هاوية.
والشعر أن تهوي باللغة من أعلى القمة إلى قاع الجحيم
كي ترى النسر.
إنه إضرام النار في العقل، فهو يبدأ حين ينتهي عمل العقل والمنطق، والشعر ينتهي لحظة بدء عمل هذا العقل وعمل هذا المنطق. وأعني بالعقل كل شبكاته ومعتقداته ومعتقلاته التي تعقل الإنسان وتحبسه في “قمقم” الكلمات المعروفة سلفا. “قمقم” الوظيفية، والتوظيف والاستخدام المهين للشعر، وكل أشكال قمع الروح وتدفق الفن والجمال، دون حد ودون شرط ودون قيد.
إنه إضرام النار في العقل، لجعله محض وردة، أو لحظة “نبع” و “لوتس” جديدة. إنه محاولة لإيقاظ العنقاء بعد حرقها ونثرها رمادا. بعد رميه هذا الليل دون ريش.
عندما يختفي العقل ويختفي المنطق ويختفي الفكر ويختفي الكم والمقدار يظهر الشعر وتظهر الوردة ويظهر الجمال ويظهر الحب. يظهر الشعر.
إن الشعر محايد دوما حياد الوردة ولا يشتبك مع قالب أو شبكة معلومات، لذلك هو ليس علما وأنى للشعر أن يكون علما، العلم اختراع والشعر ليس اختراعا. قد يكون العلم مهارة أو تقنية ما ولكن الشعر لا يمكن أن يكون مهارة أو تقنية. وحده الشكل مهارة وتقنية ما.
قلت:
تراه الشعر وراء ابتكار اللغة؟ وراء ابتكار الكلمات والألفاظ والمفردات؟.
قال:
الشعر هو “فن الانزلاق” في غصن شجرة، إنه فن “الإنزلاق” في حبة رمل وفي موجة، وهو أيضا فن أن تتعثر بجرادة أو فراشة، أو بطفل. إنه فن السقوط في عين قط، و فن التدحرج من أعلى قمة حتى آخر الريش.
الشعر فن الانزلاق والتدحرج في الأبدي والأزلي. فن الإنزلاق بالسؤال وتدحرجه باتجاه الجديد والمبتكر وما لم يكتشف بعد.
الشعر صعقة في المجهول، في الخفي،
“صعقة فراغية” في جسد اللغة.