هل رأيتَني
وأنا شهوة منسية
تبحث عن جدار تمزق دهانه
تزعجه أناقة الألوان
تحاول أن تصبح وطنا
يقتل خوفه
ويصافح الغياب
هل رأيتَني
وأنا ظلٌ
يدفع الشجر لغفوة
قبل أن تنمو الشمس في رأسه
يصنع أحجية للبقاء
ويساوم الفأس على ذراعه الأخير
هل رأيتَني
وأنا قطار
الصفارة عبث
والعابرون جناة
الوصول يحتاج محطة جديدة للوصول
هل رأيتَني
أقطع رأس الحلم
أغطي وجهي
بباقة ورد
أتيح للفراشات
رقصة مسروقة
الوقت كان يعرف أني أجيد الكذب
هل رأيتَني
وأنا دمية
المدينة فارغة من الأطفال
صوت الأجراس يدق
العائدون من الحرب
لا يعرفون الصلاة
هل رأيتَني
حجارة على الرصيف
الرماة
أغرقتهم البحيرة الساكنة
مازلت أحاول ان أصبح بيتا
الركلة كانت ضربة جزاء
هل رأيتَني
وأنا شجرة لبلاب
التسلق من مسافة الصفر
يحتاج ركضا طويلا
والسفر يحمل قربة ماء
الغرباء يموتون عطشا من فرط التلويح
هل رأيتَني
وأنا غراب
يبشر أهل المدينة بالسلام
الحرب كانت خدعة
لاشيء يوقف هذا الفناء
هل رأيتَني
وأنا مدينة من خشب
سكانها نمل أبيض
الجمع يأكل بعضه بعضا
كلما مات صف رفع جمهوره علامة الانتصار
هل رأيتَني
وأنا كتاب مقدس
الأموات يحملون علامات النبوة
التفاح تبرأ من ذنب الحكاية
مغرية فكرة توقف الأرض عن الدوران
هل رأيتني
وأنا مرآة
أحرك اتجاه الظل
لتبتسم لي
أحاول أن أزرع بذرة الفاصولياء
الوطن غول
وأنت بطل لا يموت .