إجرام الدول العظمى غير مبرر وما يحصل لا تفسير منطقيا له !
انطوان يزبك
تقول الكاتبة الأمريكيٓة من أصول افريقية “توني موريسون” :
يطلقون النار على الفتاة البيضاء بداية اما البقيٓة فيأخذون وقتهم في قتلهم ..
من هي الفتاة البيضاء التي تشير إليها توني موريسون ؟
هل هي الحريٓة التي ترشد الثوٓار في لوحة اوجين دولاكروا المعلقة في متحف اللوفر ، أم هي مواطنة اميريكية ؟…
لأن الإنسان من العرق الأبيض هو وحده الحرٓ ، هكذا في نظر الاميركيين من أصول أفريقية وقد استعبدهم الانسان الابيض ومحا كل مفاهيم الحرية والديموقراطية والرأفة والإنسانية في أذهان هؤلاء الضعفاء ، تحت لسعات سوطه و تكبيل سلاسل عبوديته في سطوة عمله هذا !
إن ما يحصل في العالم اليوم هو انقطاع تام عن عالم الأمس الذي كان ، وتحديدا عالم القرن الماضي الذي عرفناه وتفاعلنا مع افكاره وفلسفاته وعقائده وايمانه .
عالم اليوم هو عالم نسف كل ما راكمته الانسانية او الإنسان العاقل من معرفة وقيم من فجر التاريخ و حتى يومنا الحالي ، يقول برنارد فيربير صاحب الروايات العلمية الشيٓقة في معرض نقده ما وصلنا اليه :
الشيوعية، الليبرالية ، الاشتراكية وكل التيارات السياسية كانت على الأقل تقترح مسارات تتوافق مع خيارات الناس ويتابع قائلا ؛ ولو أخطأنا في الماضي ألا يحق لنا أن نفكر في مشاريع للمستقبل. أما آلان فليس لنا سوى شيء واحد ألا وهو حالة من ال (تجميد) … مكانك راوح او حتى غرق في الرجعية…
هذا التوصيف لوضع العالم الذي وضعه فيربير، هو التوصيف الحقيقي : عالم جامد ، رجعي يتعامل مع الملايين لا بل المليارات من الشعوب كما لو انهم أشباح او كائنات جرثومية مسلوبة الارادة .
اليوم ما نطلق عليه لقب ( القوى العظمى ) هي القوى التي تتحكم بالبشرية وتبيد الناس بعد أن أعمت بصرهم وقطعت اوصالهم وأعمت بصيرة الرأي العام العالمي بدعايات زائفة ، وإعلام مارق مربد مشعوذ ولا أخلاقي هدفه إفساد البشرية وسوقها إلى العته والجنون …
من الواضح وضوح عين الشمس أن هذا القاتل المجرم الكوني الذي، يستمتع وهو يصول ويجول في حقول الابادة يخطط و ينفذ مذابح قتل البشر فقط لكي يشفي عقده ويشرب دم الناس وهو لا يفعل ذلك من اجل اهداف استراتيجية ودفاعية ومصلحة دولة . و ليس صحيحا أيضا أن الدول تقتل بسبب الأطماع الاقتصادية ، لأن البلدان المتسلٓطة التي تفتك بالشعوب المغلوبة على امرها تمتلك ما يكفيها من المال والسلاح والاقتصاد والمصانع والبترول والمحاصيل الزراعية التي تطعم العالم وتفيض عنه ، بحيث لا يجرؤ اي بلد على غزوها ، ولكن هناك شياطين وعقول مخرٓبة تريد أن تشرب دماء الأبرياء ولا يشفيها غير مشهد الموت ولا تجد لذٓتها إلا في الساديٓة وتعذيب البشر !!..
يقول الفيلسوف وعالم اليولوجيا ومؤرخ العلوم الفرنسي جان روستان :
تقتل رجلا تصبح مجرما ،تقتل الملايين تصبح فاتحا تقتلهم جميعا تصبح الله !!!
يذكرني هذا القول بقصيدة الشاعر الدمشقي أديب إسحاق وعدد أبياتها أربعة :
قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر
وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر
والحق للقوٓة لا يعطاه إلا من ظفر
ذي حالة الدنيا فكن من شرٓها على حذر …