في المستقبل كيف سنكون و ما هو انعكاس التطور التكنولوجي على الإنسان.
اعداد انطوان يزبك
و انا اقوم بجمع هذه المعلومات عن الاستنساخ والتطور العلمي الهائل ، في ظل تنامي قوة ايلون ماسك في كل حقول العلوم والاقتصاد والسياسة، وعلى وجه التحديد دوره الأساسي في مسألة دعم انتخاب دونالد ترامب ، وقعت على هذه الخاطرة ل ايريك اتش كلاين استاذ التاريخ وعلم الاناسة في جامعة جورج تاون :
“ليس السؤال المطروح هل سوف تسقط حضارتنا ولكن متى ؟”
لن اعلٓق على ما قاله هذا الاستاذ الفذٓ والعالم الكبير ، ولكن أريد دائما أن اسأل عن جدوى بعض الأمور ومدى صحٓة بعض الفرضيٓات . وهكذا نتقدم من خلال الانخراط في عالم المعرفة والدرس العلمي . سنة 2005 شاهد روٓاد السينما فيلم الخيال العلمي :”الجزيرة ” للمخرج مايكل باي ،وهو يتحدث عن مجمٓع يحتوي على بضعة آلاف من البشر المستنسخين (الكلونات) لأشخاص من اكبر أثرياء العالم ، هؤلاء البشر هم في الواقع كائنات يمكن الاستغناء عنها ودورها هو مجرد قطع غيار spare parts، ففي حال اصيب الانسان الثري في العالم الحقيفي و الذي نسخ عنه هذا البديل، بخطب ما يجلبون من القلعة المحصنة النسخة المطابقة ويقتلونها بغية استعمال أعضائها لانقاذ الانسان الذي دفع الملايين من اجل استنساخ رديف آخر له …
اجل إنه سيناريو مرعب ولكن لنتخيٓل هذا السيناريو الآخر :
عام 2035. إيلون ماسك يقف أمام المرآة، يحدق في انعكاسه. لكن هذا ليس انعكاساً، إنه نسخة حية، مستنسخة، تحمل كل ذكرياته وأفكاره. اذ بفضل الدمج بين الاستنساخ وتقنية Neuralink، أصبح لدينا الآن إيلون ماسك أصلي وآخر مستنسخ، كلاهما يدّعي أنه الحقيقي.
هذا السيناريو، الذي يبدو كأنه من فيلم خيال علمي، أصبح اليوم أقرب إلى الواقع مما نتخيٓل. فكيف وصلنا إلى هنا؟ هاكم شريط تاريخي يسرد محطات زمنية مهمة في تاريخ الاستنساخ:
1996: النعجة دولي تفتح باب الاستنساخ.
2003: “Prometea”، أول حصان مستنسخ يركض بحرية.
2018: علماء صينيون ينجحون في استنساخ قردين، خطوة واحدة تفصلنا عن البشر.
2022: استنساخ فأر من خلية جلد ذكر، ثورة جديدة في علم الاستنساخ..
2021: قرد يلعب بينغ بونغ بواسطة أفكاره فقط – العالم يشهد قوة Neuralink.
يناير 2024: أول إنسان يتحكم في جهاز كمبيوتر بأفكاره، الخيال يصبح واقعاً.
الآن، تخيل دمج هاتين التقنيتين. ماسك لا يكتفي باستنساخ نفسه جسدياً، بل ينقل كل محتويات عقله إلى نسخته الجديدة عبر Neuralink. النتيجة؟ نسختان متطابقتان من إيلون ماسك، كلاهما يعتقد أنه الأصل.
الأسئلة المثيرة تتدفق:
– من يملك Tesla وSpaceX؟ النسخة الأصلية أم المستنسخة؟
– هل يحق لكليهما العيش مع زوجة ماسك وأطفاله؟
– إذا ارتكب أحدهما جريمة، هل يُعاقب الآخر؟
– إذا مات الأصل، هل تستمر النسخة في حياته كأنه لم يمت؟
كل ذلك يفضي إلى الوصول إلى نوع جديد من التداعيات المجتمعية المذهلة:
– ظهور طبقة من “السوبر بشر” المستنسخين والمعززين تكنولوجياً.
– تحدٓي مفهوم الموت: هل أصبح حلم الخلود خياراً للأثرياء فقط؟
– أزمة هويٓة عالمية: ما معنى أن تكون “أنت” في عالم مليء بالنسخ المتطابقة؟
التحديات الأخلاقية والقانونية الهائلة تظهر على ارض الواقع :
– كيف نحمي خصوصية الأفكار في عصر يمكن فيه قراءة العقول؟
– هل سيؤدي هذا إلى توسيع الفجوة بين الأغنياء والفقراء بشكل لا رجعة فيه؟
– كيف ستتعامل الأنظمة القانونية مع قضايا الملكية والمسؤولية في عالم الاستنساخ؟
نحن نقف على حافة عصر جديد قد يعيد تعريف ما يعنيه أن تكون إنساناً. التكنولوجيا التي قد تمنحنا “الخلود” هي نفسها التي تهددنا وتهدد بتمزيق نسيج مجتمعنا وفهمنا لذواتنا.
والسؤال الأهم: لو أتيحت لك الفرصة لاستنساخ نفسك ونقل وعيك، هل ستفعل ذلك؟ وإذا فعلت، هل ستظل أنت… أنت؟
يقول ادموند بورك :
عندما تخاف من امر ما ،تعلم قدر ما تستطيع حوله، لأن المعرفة تنتصر على الخوف !…