هكذا قال ابي    بقلم رباب شمس الدين

هكذا قال ابي بقلم رباب شمس الدين

لاتجعلوا الشعر كمنفضة السجائر…
فليس كل مدخن شاعر
وليقل بعض من يدعي الشعر ما يشاؤون.. فهكذا قال أبي…

الى البعض مِن من يدعي الشعر..
من عليائي أراكم تلهثون خلف سراب الظهور وتنسون المعنى
تضيعون في بهرجة الحفلات وتنسون أن الشعر ليس زينة
بل هو روح تنبض في أعماق الأرض
هو صرخة الألم والحب والحقيقة..هو البكاء الاول والنفس الاخير
أنتم تسعون للواجهة
اكتبوا لتقتربوا أكثر من الله… لأجل الصدق..لأجل الروح التي لا تعرف الزيف.
الشعر ليس مقعدًا في الصف الأمامي
ولا صورة تُلتقط لترفرف على جدران النسيان..
الشعر هو أن تزرع كلمة في ربيع العمر
أن تترك أثرًا لا تمحوه الرياح..
الشعر لا ينتظر منكم تكريما أو احتفالاً أو تذكاراً… فعمر القصائد أطول من أعماركم
هو تكريم لأنفسكم.. لعظمة الأنا التي لا تعلو دون جناح الحقيقة
تبحثون عن أضواء تشع على وجوهكم لا على جوهر ما تكتبون..
أما أنا فقد اخذت قصائدي و رحلت
هكذا قال أبي ..
تلك الكلمات التي لا تزال تحلق في سماء الشعر
لأنه يعيش حيث لا تصل الأضواء
ويحيا حيث يموت الزيف
وأخر ما قاله لي من شواطئ بحره المتقارب
رباب أجيبي فقبري اشتياقُ..

أَ مثل القصائد يبكي الرفاقُ

رثاني جنوبٌ يدكُّ الرصاصَ

رثتني دمشقُ .. رثاني العراقُ

عتابي لبيروت هذا حزينٌ

بحبٍّ كبيرٍ جفاهُ العناقُ

فعندَ المدافنِ حفلةُ شعرٍ

وفوق المنابرِ يعلو النفاقُ

سُعالُ القوافي بِنَزْلةِ بردٍ

بشعرٍ سقيمٍ علاهُ الرُعاقُ

كراسي الأَماسي كواها ابتزالٌ

كأَنَّ القصائدَ فيها ارتزاقُ

ربابُ اعذريني لبردِ الكلامِ

وكلُّ القصائدِ عندي احتراقُ

أراقوا دماءَ القصائد كفراً

لماذا دماء الكَلَامِ تُراقُ
هكذا قال أبي …..

اترك تعليقاً