الشعر الحي بقلم الشاعر: ياسر دُحي

الشعر الحي؟
هو ذلك الشعر الذي يحتفل، يغني ويرقص. شعر يحيي الموتى. الشعر الحي شعر يحررك يجعل من الجمال المساحة الأكثر اتساعا فيك. إنه أزهار وازدهار الوعي والرؤية. إنه شكل من أشكال استئناف عمل الإله في هذه الأرض، عنيت الحب والمحبة والسلام، الجمال والحفل والابتهاج، الخلق والإبداع والابتكار.
الشعر الحي كالعطر وانتشار شذا الوردة، كحركة في الفراشة لاستئناف طيرانها، إنه حركة في الريش لاستئناف الطيران. حركة في الحناجر لاستئناف اللحن واستئناف الغناء. إنه حركة اسئناف للأبدي والأزلي. شعر يريك اشعاعا ما، يسمعك صوت تفجر في الكلمات غير معهود، وتكسر في “ضلوعها”، أعمدتها تخرج وتتهدم باتجاه أعمدة أخرى جديدة وتتوالد، شعر تخرج منه بحواس مختلفة، لم تكن كما كنت ولم تكن كما كانت من بعده، شعر هو كل الزلزلة وكل الرعشة وكل الدهشة، شعر ينفض الغبار عن ما تراكم وبالتالي شوش الكثير من “الرؤية” الواعية والمدركة والحاضرة حضورا كاملا و متكاملا على المستوى الكوني، شعر هو حضور الكل في الجزء وحضور الجزء في الكل، أشبه بحضور الموسيقى كلها في لحن واحد، حضور الغناء كله في صوت واحد وحضور الرقصة كلها في راقصة واحدة. وكحضور الماء كله في قطرة واحدة. رقصة الماء في قطرة واحدة، هذه هي رقصة الشعر دفعة واحدة. و في كلمة واحدة.

اترك تعليقاً