الوردة المنسية في الكتاب القديم …!! شعرت بالملل، منذ زمن طويل لم يأت أحد لزيارتها ، منذ زمن لم يفتح أحد هذا الكتاب حيث تسكن منذ عقد من الزمن ، تشتاق من يطل عليها …يتأملها …ثم تسمع تنهيدته و تلفحها أنفاسه…او يرطب جسدها بالدمع …كما كان الندى يرطبها فجرا ….
كانت بين الفينة و الأخرى يصل الى مسامعها ان العشاق تغيروا كثيرا لقد اصبحوا من هواة ” السلفي ” .السريعة ..و أن الذكريات أصبحت تأتي جاهزة عبر الفايسبوك …و أن غوغل عفا ناسه من الذاكرة الطويلة الأجل…!!يقول لهم لا تتكبدوا عناء الذاكرة …فأنا موجود !!! ذات يوم قررت الوقوف على الأسباب بنفسها ..
خرجت الوردة من الكتاب و حاولت العودة الى الحقل حيث التقى الحبيبان آنذاك …!!! لم تجد الحقل ، علمت ان من اشترى هذا الحقل هو نفسه الشاب الذي قطفها و اهداها الى حبيبته …!! و حوله الى مرآب للسيارات …تمشت قليلا …فرأت الحبيبين في ركن بعيد من المرآب يشربان القهوة و موسيقى صاخبة غريبة تملأ المكان …لقد غير الزمن ملامحهما لكنها عرفتهما سريعا …كل واحد منهما يحمل هاتفه بيمينه …سمعت المرأة تقول للرجل ما رأيك بهذه الوردة ؟ و تشير الى شاشة المحمول….
هل هي جميلة بما يكفي كي ارسلها بطاقة صباحية للأصدقاء …!!!
أحست الوردة بخيبة شديدة و لسعها برد شديد في اعماق روحها …!!!
عادت ادراجها الى سجنها .. لن يزعجها أحد بعد الآن
لا شك ان الكتاب انزلوا منه نسخة رقمية pdf …

*شاعرة و قاصة لبنانية