ليلة في رقصة الوردة
والشعر
ولست بشاعر إن لَم أُعِد تشكيلَ سماءِ الشّعر بألفِ لونٍ
موسيقا لم يُطلِقها أحدٌ وإن بشرٌ بها معي رواةَ فنٍّ وأحلام
ولستُ بشاعرٍ إن لم اقطفْ وردةَ السماءِ بفتنتها
أضعها على حضني وأسقيها من حليب ثديي وأنا سكران بها حتى الأعالي
أنا الذي طالما رضعتُ حليبَ نجومها البيض برعراع نهدين لم يتفتحا بجوريهما بعد ومازالا صبيين يحجلان
فعادَ في الكتابة والأغاني ازرقَ بالماءِ وحيّرني شفيف الماء
انطلقت غناديل عشق في بحيرات الابد
انطلقت هسهسات اساور وخلاخيل
انطلقت خطاطيف حكايا
انطلقت مرايا
كلٌّ يضع صاحبته على حضنه ويرضعها حليب النجوم
بيضاء زرقاء حمراء جلنار نهدية بكشمير ودانتيلا وساتان لازوردية من عشق وفانتانيا ازمان
اولي للا لالي ييييييييييي ييييه يازمان
ولست بشاعرٍ إن لم أرجعِ الشّعرَ إلى براءته الأولى قبلَ ريّ الشفاه
واسواق العرب في معراج التفتح والنور والكتابة
قبلَ الفراهيدي والأصمعي
كان طرفة والضلّيل والحصان وحسّان وحطان بن المعلى والنواسي
وابن جني الرهان
ومان حسان الوزدي في الشام
قبلَ نظريات ادونيس المستوردة
والفاعجة
ولم أكن إن لم أرجَّ كونَ الشعرِ وأخلخلَ مداراتِه وأجعلُ البحارَ بحيتانِها الزرق والبيض وعواصفِها
تتبعني ولا غزالات الريم ولا أيائل الجبال ولا ودّان الراوي في ملاحم الشاعر ابراهيم الكوني
ولا لامايَ تطيرُ وتحلّق ولا تبلغها الصقور والبوازي
وهناك
هناكَ في سماءٍ ثامنةٍ للشعر والموسيقا والسّهر
سأجمع أرواح الشّعر والفن والموسيقا ونقيم رقصةَ الوردة في أبد الرحلة ومهرجان الرّؤى
الوردة العاريةَ تماماً كما خلقها الله في شَفةِ الأبد ورعشةِ العاشق وآيةِ النبي
وهناكَ طلعتّ شمسُ حركةِ الشعرِ الثالثة وصدحت سينفونياها بالمعجزة
لمجد الشعر وروح الحرية العذراء
الرمل الذهب
الساعة الروحية
الساحة لمسرح فنون الحضارة الكلمة المعلقة بحروف الأبد. في سماء ثامنة بمجراتها
ونقول
سلاما أيتها الوردة
بحرية الشعوب وتوق ارواح ملايينها المعلقة بأقواس دم لاتبرح
وستبرح
وحدي أدخل خلوتك الأبديةِ
والشعراء يتبعون غناديلهم خارجا بانتظار شرارة العاب النار
وحدي بروح العاشق العرام ليس معي الا قلبي ونشدان الروح
واتوجك ملكة على الممالك كلها
يَتُها الوردة
ويقالُ ليلة دخلة ما حظي بمثلها الزمان
اما الذي اشعل الوهج في روح الابد
فلا يوصف ولا يقال
حسان عزت
سلاما